عناوين فرعية
-
الصحفي الفرنسي باسكال برود، يتهم المهاجرين بنقلهم حشرة البق لفرنسا وينسى أن إيزابيلا الأولى الملكة المتعفنة استحمت مرتين فقط طيلة نصف قرن من حياتها؟؟؟
انتشرت حشرة "بق الفراش" في الكثير من الأماكن في العاصمة الفرنسية باريس حسب العديد من التقارير الصحفية الفرنسية التي رصدت ذلك في بعض الأماكن العمومية كالمكتبات ودور السينما وغيرها من الأماكن العامة..
وعلى الرغم من أن هذه الحشرة تمثل “آفة صحية عامة” حسب تصنيف الوكالة الأمريكية لحماية البيئة ويمكن أن تصيب أي دولة، إلا أن الجدل السياسي حول هذه الآفة اتخذ مسارات أخرى على غرار “اتهام المهاجرين غير النظامين” بالتسبب في انتشار هذه الآفة الصحية العامة والتي تراجعت منذ أكثر من خمس عقود إلا أنها عادت للظهور مرة أخرى وربط عودتها بتدابير النظافة الناقصة لدى المهاجرين غير النظاميين..
يجب أن يتذكر الصحفي أن انتشار صناعة العطور في فرسا ترجع للروائح الكريهة التي كانت تنبعث من أجساد الفرنسيين لرفضهم الاستحمام تيمناً بأساطير الجمال التي كانت تسيطر على العقل الفرنسي والذي كان يحمل أجسادً قذرة، وكذا لقوانين الكنيسة.
@ طالع أيضا: لماذا نبني المربعات والمستطيلات؟
ولعل تصنيفه للمهاجرين هو محاولته تبرير عنصريته من جهة ومواكبة تصاعد الخطاب العنصري العام ضد المهاجرين من جهة أخرى…
ولعل هذا الاتهام العنصري والذي أطلقه الصحفي باسكال برود والذي تسبب في نقاش سياسي على مستوى البرلمان الفرنسي، حيث رفع العديد من النواب شكوى ضده رافضين تصريحاته التي تصنف ضمن سياقات “خطاب الكراهية” والتي تعرف وتيرة متصاعدة ضد المهاجرين بشكل عام..
آخرها تصريح فرانسوا هولوند والذي قال: “أنَّ فرنسا ليست مسؤولة ومجبرة على تحمل مآسي كل العالم” في إشارة منه للمهاجرين، خاصة وأن اليمين المتطرف يشتغل بوتيرة حادة ضد المهاجرين بشكل عام والمسلمين بشكل خاص.
ويظهر ذلك من خلال عدة قوانين آخرها التعليمية التي أقرها وزير التعليم الفرنسي ڤبريال أتال بمنع لبس “العباءة” في المدارس الفرنسية وما خلفه من جدل واسع في بلد يصنف نفسه “كبلد للحريات”.
وبالعودة لتصريحات واتهامات الصحفي باسكال برود فلا بأس بتذكيره بحقائق عاشتها فرنسا في العصور الوسطى، حيث تتفق كتب التاريخ أن الفرنسيين لم يكن لديهم مراحيض في المنازل بل كانوا يقضون حاجاتهم في دلاء ومن ثَّم ترمى فضلاتهم المقرفة عبر النوافذ.
ومن منا لم يشاهد تلك الأفلام التاريخية التي نقلت الصورة لنا بشكل واضح، ولم يعرفوا المراحيض لاحقا والحمامات إلا بفضل حضارة الأندلس حيث عرفت مستوى نظافة عال جدا فحتى المراحيض العمومية كانت منتشرة في الأندلس.
من جهة أخرى يجب أن يتذكر الصحفي أن انتشار صناعة العطور في فرسا ترجع للروائح الكريهة التي كانت تنبعث من أجساد الفرنسيين لرفضهم الاستحمام تيمناً بأساطير الجمال التي كانت تسيطر على العقل الفرنسي والذي كان يحمل أجسادً قذرة، وكذا لقوانين الكنيسة.
ولا يجب أن ننسى أن انعدام النظافة في فرنسا وشوارعها العامة وانتشار القاذورات لاسيما الفضلات الإنسانية جعل العامة يلبسون أحذية خاصة عالية حتى يتجنبون تلك الفضلات.
من جهة أخرى يجب أن يتذكر باسكال أنه بسبب انعدام النظافة انتشرت الأمراض الفتاكة وهو ما ينطبق على كل البلدان الأوربية في عصورهم الظلامية حيث قضى الطاعون على ملايين البشر كما نشره موقع الجزيرة:
“إذ كانت الروائح الكريهة منتشرة في كافة أرجاء باريس، حيث تتدفق المجاري الممتلئة بالنفايات في الهواء الطلق مسببة الوحول في الشوارع، في وضع كارثي تسبب في انتشار العديد من الأوبئة والأمراض، حيث فتك الطاعون وحده عام 1348 بأكثر من 80 ألف شخص في المدينة”.
ونذكره أيضا أن إحدى ملكات أوروبا “إيزابيلا الأولى” ملكة قشتالة والتي لقبت بالملكة المتعفنة أنها لم تستحم سوى مرتين في كل حياتها، المرة الأولى حين ولدت والمرة الثانية يوم زفافها..
@ طالع أيضا: ماذا تعرف عن “شيغيفارا الجزائر”؟
ونذكره أيضا أن إحدى ملكات أوروبا “إيزابيلا الأولى” ملكة قشتالة والتي لقبت بالملكة المتعفنة أنها لم تستحم سوى مرتين في كل حياتها، المرة الأولى حين ولدت والمرة الثانية يوم زفافها..
وحسب معلومات أخرى تقول أنها استحمت مرة واحدة فقط وترجح المراجع أنها عاشت 53 عاما ولنا أن نتخيل كيف يكون شخص لم يستحم لنصف قرن من الزمن كما تذكر المعلومات المتداولة أنها ماتت بسبب التهابات بكتيرية مرتبطة بقلة النظافة خاصة ما تم تداوله حول أنها كانت لا تغير ملابسها الداخلية أبدا اتباعا لأوامر الكنيسة المنحرفة والتي حرمت الاستحمام على المسيحيين في أوروبا.
ومن حقنا في هذا السياق أن نتساءل عن هذا الصحفي باسكال برود والذي ينتمي لليمين المتطرف والذي يبلغ من العمر 59 كم من مرة استحم طيلة حياته؟؟؟
أخيراً نذكر أنه خلال أزمة كورونا عرفت أوروبا وأمريكا أزمة “ورق المراحيض” في حين لم تعرف هذه الأزمة البلدان التي ينتقل منها أكبر عدد من المهاجرين لفرنسا، ولعل هذا وحده دليل قاتل عن قلة النظافة التي لا تزال في جينات من كانوا يرفضون استخدام الماء للاستحمام.
ملاحظة موضوعية: من الناحية المهنية والحيادية في الصحافة وهو ما يتغنى به في فرنسا تقتضي الأفكار والمعلومات التي تقدم من طرف الصحفيين أن تكون مدروسة ونتائج لتحقيقات معمقة وليس استصدار للوائح من التهم، وصور نمطية عن جماعات أو مجتمعات لا يعرف عنه شيء، فقط مواكبة للخطابات العنصرية التي باتت لا تخص اليمين المتطرف فقط بل أغلب الأحزاب في فرنسا”.
@ طالع أيضا: العالم الجزائري “بلقاسم حبة”.. قصة مع “البيروقراطية”!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.