ليس هنالك من أدنى شك بأن الذي قاد بالاوضاع الى هذه النتيجة المرعبة في سوريا حيث يحبس العالم أنفاسه إنتظارا لتوجيه ضربات عسکرية قاسية للنظام السوري على خلفية إستخدامه للأسلحة الکيماوية في ريف دمشق ضد أبناء شعبه، هو نظام ولاية الفقيه لأنه هو الذي تولى زمام الامور في سوريا منذ إندلاع الثورة بوجه النظام السوري و فقدانه لزمام المبادرة أمام الشعب الثائر بوجهه.
التدخل السافر و غير المحدود للنظام الايراني و الذي تجاوز کل الحدود المألوفة و لم يبق للسيادة الوطنية السورية من أي معنى و إعتبار، إنقلب کعامل إخلال و زعزعة للسلام و الامن و الاستقرار ليس في سوريا وانما المنطقة برمتها، وان السياسة المشبوهة و الخبيثة التي إتبعها الملالي من أجل حماية نظام الاسد من السقوط قد إستخدمت أحط و أقذر الوسائل و الطرق و الاساليب في سبيل بلوغ غاياتها الاجرامية، ولئن دأبت المقاومة الايرانية و على لسان السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية على التحذير و التنبيه بصورة مستمرة خلال الاشهر الاخيرة بشکل خاص من تلك الوسائل و الطرق و الاساليب التي ينتهجها النظام في سبيل بلوغ غاياته، ولاسيما ماجاء في خطابها الذي ألقته في المؤتمر الاسلامي ـ العربي الذي أنعقد في ضواحي مدينة باريس في حزيران/يونيو الماضي، حيث أکدت على ضرورة الانتباه و أخذ الحيطة و الحذر من إثارة الفتنة الطائفية في المنطقة من جانب نظام الملالي، وهو مافعله و يفعله هذا النظام في لبنان و العراق و سوريا و دول أخرى، بل وان محاولة الملالي القذرة جدا لجعل الاوضاع في سوريا تبدو وکأنها حرب داخلية و مواجهة طائفية، انما هو من ضمن ذلك المخطط الذي حذرت منه السيدة رجوي وشددت عليه بقوة في ذلك المؤتمر الهام.
المرحلة الحساسة و الاستثنائية التي وصلت إليها الاحداث في سوريا و التي لاتبشر بأي خير وانما بامطار الدم و المآسي و المصائب، انما هو حاصل تحصيل السياسة السادية الوحشية و غير الانسانية لنظام الملالي و التي دفعت بالاوضاع في سوريا الى هذا الجحيم المستعر، وکل ذلك من أجل حماية نفسه من نتائج سقوط نظام الاسد إذ أن کل التقديرات والتحليلات والتوقعات قد أکدت على أن نهاية الاسد انما هو بمثابة العد التنازلي لنظام الملالي، وان هکذا نظام مجرم يغامر و يجازف بدماء و مصير شعب من أجل مصلحته الضيقة انما هو جدير بأن يلقن دروسا وليس درسا واحدا في الاخلاق وان يؤدب قبل قزمه الاسد، واننا نعتقد بأن أفضل و اقوى و أبلغ درس يلقن به الملالي يکمن في تإييد المقاومة الايرانية و الاعتراف بها کممثل شرعي للشعب الايراني لأنه و من خلال هکذا موقف مبدأي و انساني مسؤول سيتم توجيه واحدة من أقوى الصفعات السياسية للوجه الدميم لنظام الملالي، وان الظروف و الاوضاع کلها باتت مهيأة من أجل تجسيد هذا الموقف على أرض الواقع.
monasalm6@googlemail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.