بعد ثلاث مباريات مونديالية، عشناها بجوارح مضطربة ومشاعر حالمة ملتهبة، يكون قد انتهى الحلم واستفاق الجزائريون على حقيقة نهايته وتوديعنا الرسمي لبلد العم نيلسون، بآداء اجتهد الكثيرون في توصيفه بالبطولي أحيانا، والباهر والرجولي أحيانا أخرى..
غير أن الحقيقة المصيبة بالخيبة لمجرد استذكارها هي أن منتخبنا الموصوف بالبطولة والرجولة، وحتى الفحولة – وإن كان قد طعن في فحولة بعض لاعبيه بعد قصات شعرهم الفضائية وأقراطهم وأوشامهم الغرائبية- لم يخرج إلا بنقطة يتيمة من تعادل سلبي، ولم يسجل ولو هدفا واحدا يتيما، يزيل لعنة ما وعقما مزمنا يكون أصاب هجومه الغائب أو المغيب منذ زمن لم نعد نذكره من شدة القحط التهديفي المستمر في الزمن.
الحقيقة أن من يتأمل العقلية الدفاعية المحضة والخائفة والانهزامية التي يلعب بها المتخب الجزائري، لن يصعب عليه أن يستنتج أن بها خللا ما، ولا يملك إلا أن يندهش ويتساءل: هل سمع الخضر يوما بالمقولة الكروية الشهيرة: “الهجوم أحسن وسيلة للدفاع؟ لماذا يلعبون كرة القدم وماذا يريدون أو ينتظرون منها؟. لذلك كان علينا منذ البداية ألا نرفع سقف الأمل كثيرا وننصب فوقه راية حلم لا يملك الأسباب التي تجعله يررف طويلا ولا عاليا، وألا نذهب في أحلامنا الوردية الجنوب إفريقية كل مذهب غير واقعي، مادام منتخبنا غير قادر على التسجيل، وطالما أن الفوز في كرة القدم غير موجود خارج معنى الهجوم والتهديف.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.