بعد ذهاب موجه “شكون حنا” والتي أثارت الجماهير وشغلت الرأي العام’ ظهر شعار آخر وهو “ما نسوطيش” بمعنى ما نفوطيش، وعرف انتشارا واسعا كتعبير عن مقاطعة الانتخابات والتي تعرف نتائجها مسبقا فعادة ما تظهر الوجوه نفسها فلا تجديد ولا تغيير في الأفق لأن الإرادة غائبة كانت أو مغيبة لا وزن لها أمام سياسة المنتفعين الذين استحوذوا على المناصب وتقاسموا المكاسب وقدموا كل المصالح على مصلحة البلد في غفلة أهله.
أن ننخدع بالشعارات ونكتفي بترديد بعض العبارات أو حتى إطلاقها كهاشتاغ لن يقدم أو يؤخر شيئا لأننا نجهل أن التغيير يبدأ بالفرد فيستحيل أن تنشر الوعي والإصلاح إن لم تكن واعيا ومصلحا وفاقد الشيء لا يعطيه، كما أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم أحدا وما يبتلينا أو يبلينا به لحكمته ولعلة فينا.
نحن شعب لا يقرأ وإن صادف وقرأ فسيكتفي بالعناوين، ولا يفهم إلا ما هو محدود وإن اهتم فلا يهتم إلا بسفاسف الأمور ومحقراتها حتى استعمال التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة اقتصر على الرداءة وما يجانب الصواب والدليل أن أكبر نسبة مشاهدات في الجزائر تعود للأغاني الهابطة فهل بعد هذا شك في أن ما يصيبنا ليس بسبب الانحطاط الذي وصلنا إليه.
ومن استغباء العقول أيضا تبني فكرة معاداتنا للشعب المغربي الشقيق وهذا هو الكذب عينه لأننا إخوة جمعت بيننا عقيدة واحدة وتاريخ مشترك ومصير واحد فضلا عن النسب بيننا، أما الشتم والخصام فلا علاقة له بالواقع، فبالعقل فقط سندرك أن مصابنا واحد ومشاكلنا لا تختلف عن بعضها فعلام إذن المكابرة والتعصب، كان أولى بنا الوحدة والوقوف في وجه الفساد لا إعطاءه غطاء ليستمر وكلما حاول أحد قول كلمة الحق يرمى بالتهم الباطلة وأولها أنت مروكي بمعنى مغربي وهل المغرب في رغد من العيش، كفاكم استخفافا فما عاد شعار أيادي خارجية يجدي نفعا.
اختلفت الشعارات المغرضة وتعددت والحقيقة واحدة أننا لم نحقق ما تطمح إليه الشعوب من رقي وتطور واستقرار، وفوتنا الكثير من الفرص الثمينة، وضعينا طاقات شابة وتجاهلنا إمكانياتنا الحقيقية، بل، عادينا كل فكر حر صادق وانسقنا وراء الأوهام التي تسوق إلينا على أننا دوما الأفضل فمتى سنوقف هذه الهلوسة؟
أعلم أن أناسا كثر لن يفقهوا ما أخطه بل منهم من يتأول ومنهم من لا يجد إلا عبارات الشتم والقذف وحتى التجريح وهو بعيد كل البعد عن القصد، ولكن عزائي أني أقول دوما لنفسي ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.