زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

الوجه الآخر لعلاقتنا بأزمة جيراننا في النيجر

الوجه الآخر لعلاقتنا بأزمة جيراننا في النيجر ح.م

تقف الجزائر موقفا صارما من مسألة التدخل العسكري في النيجر بعد الإطاحة بحكم الرئيس المنتخب محمد بازوم. هذا لا يعني أن الجزائر تؤيد الانقلاب على الشرعية في هذا البلد أو في غيره من البلاد الإفريقية.
بل يعني أن للجزائر هواجس ليس أمنية متعلقة بأمن الحدود فحسب، بل تتعداها إلى جوانب أخرى.

عاشت الجزائر تجربة مريرة مع النزوح العشوائي الداخلي مطلع ثمانينيات القرن الماضي. بحيث تضخمت التجمعات السكانية في ضواحي العاصمة دون رقيب. وشكلت حزاما بشريا يحيط بالعاصمة قوامه حوالي 800.000 نازح حسب تقديرات كتاب: الجزائر غذا L’Algérie Demain.الذي أشرف على إصداره الوزير الأسبق الشريف رحماني..

@ طالع أيضا: الحرب حيث اللاحرب..!

لنعد إلى الوراء قليلا، إلى الموضوع الذي نشرته يومية النهار الجزائرية في عددها ليوم 20 أوت 2017 والذي جاء فيه أن قبيلة الهوسا النيجيرية قد نزحت إلى الجزائر واستقرت بمنطقة وادي جمعة بنواحي الأربعاء بضواحي العاصمة. وهو موضوع وإن كان عاديا في وقته، إلا أنه كان جديرا بدق ناقوس الخطر لو نظرنا إليه بمنظور ومنطق أيامنا، وهذا لأسباب عدة:

أولا: قبيلة الهوسا ليست قبيلة صغيرة، إذ يقارب قوامها 40 مليون نسمة.. أي بتعداد سكان الجزائر تقريبا. وهي من أكبر المجموعات البشرية في غرب إفريقيا. إذ تتواجد في ثمانية دول افريقية، أهمها نيجيريا بـ 28 مليون نسمة والنيجر بأزيد من 5 ملايين هوسي. لذا فنزوح 10% فقط من الهوسيين نحو الجزائر، يعني مقدم قرابة نصف مليون نازح.

ثانيا: لقد عاشت الجزائر تجربة مريرة مع النزوح العشوائي الداخلي مطلع ثمانينيات القرن الماضي. بحيث تضخمت التجمعات السكانية في ضواحي العاصمة دون رقيب. وشكلت حزاما بشريا يحيط بالعاصمة قوامه حوالي 800.000 نازح حسب تقديرات كتاب: الجزائر غذا L’Algérie Demain.الذي أشرف على إصداره الوزير الأسبق الشريف رحماني، والذي لم يلفت الانتباه لمضمونه التحذيري ربما لأسباب سياسية أكثر منها أكاديمية.

فقد صارت براقي وبن طلحة والكاليتوس وبوينان وبوقرة وغيرها وفي غفلة من السلطات مدن قائمة دون تخطيط. حتى حين بدأ الإرهاب في تلك المناطق لم تعرف الدولة كيف تتعامل مع الوضع. وسقط ضحايا كثيرون قبل أن تسترجع الدولة زمام المبادرة.

لهذا من العبث السماح لأي مجموعة التكتل والتهيكل على مشارف العاصمة مهما كانت طبيعتها ومصدرها. فإذا كنا قد فشلنا في مراقبة النزوح الداخلي فما بالك بالنزوح من خارج الوطن.

ثالثا: يذكر الصحفي الذي قام بكتابة المقال السالف الذكر أن زعيم قبيلة الهوسا بمدينة الأربعاء يتلقى يوميا ما يجمعه المتسولون، والمقدر بحوالي 20 مليون سنتيم. أي أزيد من 7.3 مليار سنتيم سنويا…

علما أن جمع الأموال في بلادنا يخضع لتراخيص مسبقة حتى لو كانت لبناء المساجد. فكيف لغير الجزائريين أن يشكلوا كيانا له مداخيله التي لا يعلم أحد كيف تدار؟.

ما درسته عن علاقة الجزائر بإفريقيا السوداء هو ما يجعلني اليوم أقول: علينا أن نفكر بعقل لا بعاطفة حين يتعلق الأمر بموضوع أمننا القومي ونزوح إخواننا الأفارقة بأعداد كبيرة باتجاه بلادنا.

@ طالع أيضا: سيناريو عالم ما بعد حرب أوكرانيا

النزوح الإفريقي الطوعي، أي الذي يحدث طوعيا من طرف شباب إفريقي باحث عن ظروف معيشة أفضل، أخذ في التفاقم بما يسببه لدول الشمال مثل الجزائر من عبء اقتصادي وحقوقي، وما يشكله من مخاطر صحية وأمنية. فما بالك بالنزوح القسري الناجم عن الحروب والانقلابات والانفلات الأمني، والذي يدفع عشرات الآلاف للهروب من مناطق التوتر والنزاع.

وتجربة الجزائر مع حدودها مع ليبيا ومالي يجعلانها ترفض أي توتر على حدودها مع النيجر والتي تقارب الـ 1000 كلم.

أنا لست عنصريا، ولا ضد إخواننا الأفارقة. بل كنت ولا زلت من الداعين لتعميق التوجه الإفريقي للجزائر. حتى الأطروحة التي أعددتها عام 1984 لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية بجامعة بيرمنجهام البريطانية كانت بعنوان: السياسة الخارجية للجزائر تجاه إفريقيا السوداء.

وأن ما درسته عن علاقة الجزائر بإفريقيا السوداء هو ما يجعلني اليوم أقول: علينا أن نفكر بعقل لا بعاطفة حين يتعلق الأمر بموضوع أمننا القومي ونزوح إخواننا الأفارقة بأعداد كبيرة باتجاه بلادنا.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.