الظهور المفاجئ لسيادة المشير بلباس مدني لا يبشر بالخير ، فللكرسي بريق يعمي عن رؤية الطريق الصحيح ، وللسلطة أبهة تغري القديسين ،
إذا ربطنا كل المعطيات ببعضها والمقدمات بالخواتيم وجمعنا الخيوط وقبل أن يتهمنا أحد بتبني نظرية المؤامرة يجب أن يستمع لنا حتي ننتهي ، أقول إن تجميع كل المشاهدات ووضعها في إطار واحد والربط بينها يجعلنا نقرأ المشهد بوضوح أكثر ،
نبدأ أولا بإصرار المجلس العسكري ورئيسة السيد المشير علي عدم إنهاء أو حل أي معضلة قامت الثورة من أجلها بشكل جذري وترك كل الأمور بحالة من حالات ما يطلق عليها مواربة الباب ، ماذا يعني هذا ؟ ، يعني إنهم لا يردون حل المشكلة الآن بل تركها للوقت المناسب الذي ربما يكون بعد طرح أسم المشير كمرشح محتمل للرئاسة من داخل المؤسسة العسكرية التي تردد إنها شريك أساسي في الثورة ولولاها لما نجحت كما جاء علي ألسنة بعض قادتها ، وحين يفوز ولو بنسبة قليلة يعزز المشير والجوقة المحيطة به شعبيتهم بحسم وحل كل المعضلات التي من الممكن أن تحل الآن ، والأمثلة التي من الممكن أن ينطبق عليها هذا كثيرة ،
أولا موضوع تصدير الغاز لأسرائيل الذي يرفضه كثير من أبناء الشعب وأعتقد أنها من الأوراق التي يحتفظ بها المشير ومستشارية للعبها بعد تسلمهم لمقاليد السلطة فيقفوا تصدير الغاز ولو لفترة حتي يتم الإتفاق علي سعر جديد وربما يطرحوا الموضوع لأستفتاء شعبي ، ليثبتوا أنفسهم في مواقعهم جيدا حين يدعمهم كل وطني أصيل ،
ثانيا تعديل قانون مجلسي الشعب والشوري بما يتناسب والرؤية الوطنية لكل القوى الوطنية والتي أجمعت علي أن يكون نظام القائمة النسبية هو المعتمد كليا ، أيضا من الأوراق التي يمكن ان يلعب بها بعد أن يتولي المشير سدة الحكم في مصر فيعيد تعديلها كما تريد كل القوي الوطنية ،ومن ثم يرفع بها التأييد لدي تلك القوي السياسية التي قد تغضب حال ترشحة للرئاسة فيغازلها بتلك الورقة لكسب ودها ،
ثالثا تحديد الحد الاعلي والأدني للأجور بشكل يتناسب وما نادت به القوي الوطنية وخاصة أئتلاف الثورة ، وهذا سيجعل من جميع الأحتجاجات هباء منثورا بعد أن تتحقق لهم الجزء الأكبر من مطالبهم برفع الأجور ، وهذا ايضا للن يحدث إلا حين يتسلم مقاليد الحكم ويصدر أوامره التي ستكون بردا وسلاما علي قلوب كثيرين ،
هذه القضايا الرئيسيه التي أعتقد أنه يعتمد عليها ناهيك عن بعض القضايا الفرعية المتعلقة بالشهداء وحقهم في القصاص والذي يريد له أن يتم بعد أن يعتلي كرسي الرئاسة ليكون له اليد الطولي في سرعة تنفيذ الأحكام بعدما تم التأجيل لأسباب غير معلومة أو مفهومة وتأجيلات طويلة المدجي في قضايا لا تحتمل كل هذا التباطؤ ، أيضا تكليف رئيس وزراء قوي يخلف شرف وأعتقد إنه سيكون عسكريا ليضمن له تحقيق كل ما يريد ويضمن أيضا ولائه بشكل قاطع ، وأيضا إستبعاد كل القيادات التي ينظر إليها علي إنها إمتداد للعهد البائد سواء أكانت في الإعلام أو البنوك او الجامعات ،
وفي كل ما سبق سيتم الإشارة إلي توجيهات السيد الرئيس ( المشير سابقا ) ليتم بناء الفرعون الجديد بشكل ممنهج ومتسق مع الرؤية الممنهجة لأستمرار استعباد هذا الشعب العظيم من خلال كل طامع في تبوء سدة الحكم والأستمرار في تبني سياسة حكم العسكر الذين لم يتقدموا بمصر خلال ما يزيد عن نصف قرن ولو خطوة واحدة بل أظننا تراجعنا عقودا في المجال الإقتصادي وتخلفنا قرونا فيا يخص الديموقراطية وحقوق الإنسان ،
أكتب وأنا أتقطع حزنا لو كان كل ما كتبت صحيحا وكانت النية المخفية لهذا المجلس ورئيسة لا تخرج عن هذا السيناريو ، والذي اشعر إنه الأقرب للتصديق من خلال مشاهدات أي مفكر أو أي عاقل وطني يخشي علي هذا الوطن من السقوط من جديد في بئر التخلف والتيه ، أكتب وأنا أبتهل لله عزوجل أن أكون مخطئ وأن يكون خيالي المريض هو ما يصور هذا السيناريو الأسود الذي يفترض سوء النية فيمن سلمناهم أنفسنا ونحن مطمئنين.
* صحفي وأديب عربي
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.