زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

“المنجّم” سعداني: أسقَط “ربّ الجزائر” وخسف بوزراء!

“المنجّم” سعداني: أسقَط “ربّ الجزائر” وخسف بوزراء! ح.م

"التنجيم السياسي" حِكمة لا يعلم سرّها إلا سعداني

لو حدث وفُتح المجال أمام اعتماد قناة تلفزيونية لـ"التنجيم السياسي" لكان الأمين العام لحزب جبهة التحري الوطني عمار سعداني صاحبها ونجمها الأوّل ولشغل الجماهير بتنجيماته التي لا يُكذّبها الصُّبح.. فنجوم سعداني "عليمة" تنبؤه ليلا بما سيقع نهارا.. إذ لطالما تنبّأ الرجل بمستقبل رجال المخابرات والسياسة وصدقت فيهم نبوءته، أما هذه المرة، وبمناسبة التعديل الحكومي، خسفت نبوءته بأربعة وزراء ومسؤول كبير. وفيما يلي سرد زمني واسميّ لضحايا المنجّم سعداني.

03 فيفري 2014: يُدلي المنجّم بـ”حوار قُنبلة” لموقع “كل شيء عن الجزائر”، هاجم فيه الرّجل الرهيب والأقوى في الجزائر، قائد المخابرات اللواء توفيق، وهو ما لا يجرؤ الشيطان على فعله لأنها مغامرة تودي بصاحبها – بكل يقين- إلى حبل المشنقة، لن سعداني فعلها.

لقد قال سعداني في توفيق “ّما لم يقله مالك في الخمر”، كما تقول العرب ي أمثالها، فوصفه بالفشل وطالبه بالاستقالة ودخول بيته، وأكّد المحللون والمتابعون وقتها أن أيام سعداني باتت معدودة على رأس حزب جبهة التحرير بل وفي هذه الحياة الدنيا أيضا، لأنه تجرأ على النيل من “رب الجزائر”.. لكنهم كذبوا.

 

13 سبتمبر 2015: الرئيس بوتفليقة يحقق نبوءة المنجّم ويقيل اللواء توفيق بعد 25 سنة قضاها على رأس أشرس جهاز في البلاد. هُنا بدأ السياسيون والمتابعون يتحدّثون عن المنجّم ومدى قربه من النجوم التي تأتيه بالغيب السياسي.

 

23 جوان 2013: اتهم المنجّم خصمه الأمين العام السابق للحزب عبدالعزيز بلخادم بالسعي لركوب الأفلان من أجل تحقيق غاية سياسية تتمثل في الوصول إلى منصب رئيس الجمهورية”، خلال افتتاح دورة اللجنة المركزية للحزب.

وأقسم سعداني بأغلظ الأيمان أن بلخادم لن يعود لقيادة الحزب مهما حاول، وهو ما حدث فعلا بل وحدث أكثر من هذا.

 

26 أوت 2014: أصدر الرئيس بوتفليقة قرارا بإنهاء مهام عبد العزيز بلخادم بصفته وزيرا للدولة مستشارا خاصا برئاسة الجمهورية، وتوقيفه من جميع نشاطاته ذات الصلة بكافة هياكل الدولة ومنعه من ممارسة أي نشاط سياسي داخل حزب جبهة التحرير الوطني”.

وطلب الرئيس من سعداني “اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء مهام عبد العزيز بلخادم في الحزب”.

 

26 أكتوبر 2015: المنجّم يقول للصحافة “سنفوز بالأغلبية في الانتخابات التشريعية المقبلة المقررة شهر ماي 2017 وسنفتك منصب الوزير الأول”.

وهذه نبوءة يبدو أنها في طريقها إلى التحقيق بحكم سيطرة الحزب الآن على كل مفصل في الدولة وتغيير وزراء جلدهم السياسي من محايدين إلى “جبهويين”، وأولهم الوزير الأول عبدالمالك سلال.

 

01 مارس 2016: وزير العلاقات مع البرلمان، طاهر خاوة، وهو من جبهة التحرير الوطني يطلق تصريحات معاكسة لرغبة الأمين العام للحزب عمار سعداني بخصوص حتمية أن يكون الوزير الأول وأغلبية أعضاء الحكومة من الأغلبية، يقصد الجبهة، وقال خاوة معلقا على سعداني “إنها تأويلات خاطئة وسوء فهم للدستور لأن ما جاء في الدستور أن رئيس الجمهورية يستشير الأغلبية في تعيين الوزير الأول”.

وذهب خاوة بعيدا حين قال “تصريحات سعداني تعكس طموحات حزبية”، وهو ما فُهم بأنه تحدّ لسعداني.

04 مارس 2016: المنجّم سعداني يرد “تصريحات الطاهر خاوة الأخيرة والمتعلقة بالتعديل الدستوري، تلزمه وحده ولا علاقة للحزب بها، كونه لا يحمل أي صفة رسمية للتكلم باسم الحزب”.

 

11 جوان 2016: طاهر خاوة يغادر منصبه بموجب تعديل حكومي أجراه الرئيس بوتفليقة

 

29 مارس 2016: خلال نزوله ضيفا على منتدى الإذاعة الأولى، هاجم سعداني محافظ بنك الجزائر محمد لكصاسي، وقال بالحرف “لكصاسي كارثة على الاقتصاد الوطني، البنك المركزي لا يقوم بدوره، إذا انهار الاقتصاد الوطني فهو السبب، وإذا انهارت العملة أو هربت الأموال فهو السبب.. البنوك لا تقوم بدورها”.

ومما قال “الجزائر هي البلد الوحيد في العالم الذي لا يستفيد من مهاجريه وعائداتهم المالية، والبنوك الجزائرية هي الوحيدة التي ليست لها فروع في الخارج”.

وفي المنتدى نفسه هاجم سعداني ثلاثة وزراء هم: وزير المالية عبدالرحمان بن خالفة ووزير الفلاحة والصيد البحري سيداحمد فروخي ووزير السياحة عمار غول.

فعن وزير المالية قال “ماذا تفعل وزارة المالية؟ إنها تنسخ فقط نفس التقارير وتبدل الأرقام فقط كل عام، وأرشيفها يعود لستينيات القرن الماضي”، وأضاف “الوزارة ما تزال تمارس وصاية كبيرة على البنوك ولا تتركها تعمل، يجب أن ترفع يدها عنها، إنها لا تزال تصدر تعليمات للبنوك في وقت كان عليها أن تصدر توجيهات فقط، ولا تتدخل في عمل البنوك التي يجب أن تكون حرة”.

وصف المنجّم قطاع الفلاحة بـ”بالكارثة”، وقال “إنه لا يزال يسير بقوانين الثورة الزراعية” وطالب بإعادة النظر في السياسة الزراعية بالجملة والذهاب نحو الفلاحة الصناعية كي ينهض القطاع الفلاحي.

وانتقد سياسة القطاع السياحي، واقترح الذهاب نحو السياحة الشعبية ثم السياحة الأجنبية في الجنوب، وخلص إلى أن القوانين التي ستخرج وستكيف بعد تعديل الدستور ستحدد طبيعة الاقتصاد الواجب اتباعه مستقبلا. ترى ماذا حدث لمحافظ بنك الجزائر وللوزراء الثلاثة بعد هذا الكلام.

 

31 ماي 2016: برقية لوكالة الأنباء الجزائرية في حدود الساعة الرابعة مساء من يوم الثلاثاء، تقول “أنهى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مهام محافظ البنك محمد لكصاسي، وعين محمد لوكال على رأس بنك الجزائر”.

 

11 جوان 2016: رئيس الجمهورية يجري تعديلا على الحكومة يقيل بموجب الوزراء الثلاثة بن خالفة وسيداحمد فروخي وعمار غول.

 

لكن نبوءات المنجّم لم تطل وزراء يريد الشعب رحيلهم بسبب أدائهم وتورّطهم في قضايا تستدعي التحقيق معهم -على الأقل- بغض النظر عن إقالتهم أم لا.. ما جعل كثيرين يتساءلون: لماذا لا تُخبر النجوم سعداني عن هؤلاء؟ فمثلا وزيرة التربية نورية بن غبريط ووزير الصناعة عبدالسلام بوشوارب تورّط كل منهما في قضيتين كبيرتين الأولى تسريب البكالوريا والثانية التهرّب الضريبي الذي كشفته وثائق بنما، كما لم تطل نبوءاته الوزير الأكثر إثارة للجدل في البلاد شكيب خليل، رغم الاتهامات التي لاحقته باختلاس أموال وتلقي رشاوى.

ads-300-250

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.