من الآخر.. استمتع بما لديك ولا تمدنّ عينيك إلى غيرك.. فربما "غيرك" هذا محروم مما عندك ومبتلى، لكنه رجل يكتم بلواه..
نعم، الطموح لتغيير الوضع مشروع.. زواج، سيارة، منزل، سفرية، هجرة، شهادة عليا، تجارة كثيرة، أولاد.. لكن إذا تحول الطموح والسعي إلى حسد ومقارنات لا تنتهي، فاعلم أنك بدأت تمرض..
ما هو الشفاء؟
الشفاء هو كلمة: الحمد لله.
والفعل هو كلمة: السعي.
أغلب المقارنات تحدث بين زملاء الدراسة باختلاف مراحلها، لكن بالخصوص بين رفاق الثانوية والجامعة.. يكون الشباب كلهم في مستوى واحد: غزل بنات وكرة قدم ومغامرات صيفية ثم يحدث التغيير مع أول امتحان: البكالوريا.. يسقط البعض سقوط حرا بسبب عقبة البكالوريا.. كثيرون يقاومون لحسن الحظ وينجحون.
لاحقا، تبدأ المقارنات في مجال العمل ونوعية العمل: الجيش أم الوظيفة أم الهجرة..
تليها مرحلة لاحقة تتميز بنوع من لوم الذات.. والسبب هو المقارنات التي تقع في الأغلب خلال إجازة الصيف!!
لعنة حرارة الصيف ولقاءات الأعراس و”الشماتة’ من فئة لا تقدر النعمة، فتتكبر على قلوب لم تحقق مبتغاها لأسباب يعلمها الله.. قد يكون هناك تقصير من الشخص نفسه ولكن هناك حالات لا يوجد لها تفسير: تأخر في الزواج.. العمل.. الإنجاب.. النجاح عموما.. ثم يطل شيطان المقارنات ليهدم سلطان الأمل!!
في مرحلة الأربعينات والخمسينات.. تتحول المقارنات إلى عقاب نفسي لمن يسلم نفسه لها.. أنت هنا تتعامل مع عائلة في الأغلب.. بدأ الجسد يتعب، العينان تفقد قوتها.. لكن بصيرتك نافذة وترى أن ما مضى أكثر مما هو آت..
تدخل المقارنات فتفسد عليك نعما كثيرة لا تراها.. كثيرون بالملايين لا يملكون ما تملك.. وأنت لا ترى إلى جارك أو أخاك أو ابن عمك أو حتى شخصا لا تعرفه ولا يعرفك!!!
أمراض النفوس صعبة، ودواؤها موجود: القناعة وشكر النعمة..
@ هل فاتك هذا؟
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.