خرج وليد المعلم، وزير خارجية النظام السوري على العالم بتصريحات مثيرة للسخرية والاستهجان عندما ربط بين مصير سوريا ومسألة تنحية الدکتاتور بشار الاسد عن منصبه.
المعلم الذي قال بهذا الخصوص: (من يتمسك بقضية تنحية الرئيس يريد استمرار العنف)، بل انه والاغرب من ذلك وفي الوقت الذي بات دکتاتور سوريا محاصرا في عقر داره”أي دمشق”، والتقارير تتواتر بشأن قرب نهايته، فإن هذا الوزير الفاشل کرئيسه يعود لطرح مهزلة”الحوار على أساس برنامج الحل السياسي”الذي إقترحه الدکتاتور في السادس من کانون الثاني/يناير، وهو إقتراح سخرت منه معظم الفصائل السورية ولم تعره أية أهمية، لکن هذا الحل المشوه والممسوخ الذي طرحه دکتاتور سوريا المحاصر من قبل شعبه، قد جاء بعد إتصالات و مشاورات مکثفة مع نظام الملالي في طهران الذين يعتبرون أنفسهم معنيين أکثر من النظام السوري نفسه بمصيره، ولأن فاقد الشئ لايعطيه، فلايمکن التصور أبدا بأن يبادر نظامان دکتاتوريان دمويان ملطخة أياديهما بدماء شعبيهما الى تقديم مبادرات وحلول إيجابية يمکن أن يتوسم المرء من وراءها خيرا او حلا، بل أن کل حل طرحه او يطرحه أي من هذين النظامين، بمثابة فخ و مصيدة يجب على الشعب السوري والفصائل الثورية اخذ کل الحيطة والحذر منه.
مشکلة النظام السوري الاساسية هي کونه نظام دکتاتوري قمعي لايؤمن بالاخر و لايسمح لأي طرف او قوة سياسية معارضة او مغايرة له بأن يکون لها ثمة دور على صعيد إدارة السلطة، وهو نفس المشکلة المزمنة للنظام الايراني حليف هذا النظام الذي لايسمح بدوره لأي طرف او قوة سياسية بالبروز قبالته بل و الانکى من ذلك أنه حتى لايسمح للتيار المسمى کذبا بالاصلاحي التابع له أصلا بأن يکون له أي دور يذکر في إدارة الامور و تسييرها، وقد أدرك الشعب الايراني و قواه الطليعية الرائدة و في مقدمتها المجلس الوطني للمقاومة الايرانية هذا الامر ولذلك فقد وجدوا بأنه ليس من هناك أي حل او بديل عن إسقاط النظام و تغييره جذريا لأنه لايمکن أبدا الحوار و التفاوض والتواصل مع نظام لايعترف بأي معارض له و لايقبل بطروحاته إلا إذا کانت خاضعة و متوافقة مع أفکاره و آرائه الاستبدادية، وان الشوط الکبير الذي قطعه الشعب الايراني و المجلس الوطني للمقاومة الايرانية على طريق إسقاط هذا النظام يؤکد للعالم کله عموما و للشعب السوري بأن لاحل او طريق او اسلوب حل و معالجة مع الانظمة القمعية إلا بالاسقاط و التغيير.
وليد المعلم يتغابى عن أساس و جوهر المشکلة التي تکمن و تترکز في تمسك الدکتاتور الاسد بالسلطة و عدم سماحه لأي قوة بمنافسته، ومن هذا المنطلق فإن المشکلة ليست في طريقة او صيغ الحوار والحلول وانما في النظام نفسه وفي الدکتاتور ذاته!
monasalm6@googlemail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.