زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

المسلسلات الرمضانية.. لا لتسويق ثقافة الانحراف

المسلسلات الرمضانية.. لا لتسويق ثقافة الانحراف ح.م

خيبت الشبكة البرامجية لمختلف القنوات الفضائية آمال المتفرجين خلال شهر رمضان، بعد أن طغت مواضيع مافيا الترويج للمخدرات وتصوير الشباب المنحرف على قصص المسلسلات.

فحتى أحد الفنانين المعروف بإضفاء الابتسامة على وجوهنا بسيت كوم ينتظره الجزائريون كل رمضان، اتخذ نفس المسار بمسلسل يصور صراع الحومات، ونموذج لشاب منحرف يعتز بدخوله السجن عشرات المرات وارتفاع عدد الأحكام القضائية التي تلقاها..

أعتقد بأن هذا الصورة النموذجية التي تسوق من خلال الشاشة لا يمكن أن تكون أسلوبا لنشر الوعي في المجتمع، خاصة وأن أغلب المشاهدين لهذا النوع من المسلسلات مراهقون وشباب قد ينساقون وراء إعجابهم بهذه الشخصية ويعتبرون بأن العقوق والانحراف والولوج إلى السجون قد يمنحهم شرف الزعامة والهيبة وحب الناس، والواقع عكس ذلك تماما.

@ طالع أيضا: لصوص شهر رمضان.. احذروهم!

وتضفي القصة على الرغم من أنها بأسلوب فكاهي أهمية بالغة لشخصيته على أنه زعيم ومحبوب بين أبناء حيه لدرجة أن والدته تعتز بابنها خريج السجون؟؟..

أعتقد بأن هذا الصورة النموذجية التي تسوق من خلال الشاشة لا يمكن أن تكون أسلوبا لنشر الوعي في المجتمع، خاصة وأن أغلب المشاهدين لهذا النوع من المسلسلات مراهقون وشباب قد ينساقون وراء إعجابهم بهذه الشخصية ويعتبرون بأن العقوق والانحراف والولوج إلى السجون قد يمنحهم شرف الزعامة والهيبة وحب الناس، والواقع عكس ذلك تماما.

فالمنحرف لم يكن يوما شخصا مرغوبا فيه بل الجميع ينفر منه وتجد الوالدين والأهل يحذرون أبناءهم من مخالطته أو حتى الحديث إليه ويعتبره المجتمع شخصا فاشلا على كل المستويات.

إلى جانب ذلك، مسلسل آخر يصور تجارة المخدرات بين الأطفال وحتى الفتيات، وهو ما يجعل نسبة كبيرة من الأطفال يتوجهون لمشاهدته لدرجة أن بعض الأولياء صاروا يغيرون القناة لأبنائهم، في حين لجأت بعض الأمهات إلى التأكيد لأبنائهن بأن هؤلاء الأطفال نموذج للانحراف وانعدام الأخلاق تخوفا من إعجاب فلذات أكبادهن بشخصية الممثلين من أقرانهن.

إن تسويق مثل هذه الأفكار المغلوطة للمجتمع من خلال الشاشة بهدف رفع نسب المشاهدة لا تعدو أن تكون برامجا تحمل في طياتها انتحارا فنيا، فالفن قبل كل شيء رسالة نبيلة حتى وإن أخرج بعض الظواهر الاجتماعية إلى العلن..

فلابد أن تكون الرسائل الموجهة للمجتمع تحذيرية لدق ناقوس الخطر من انتشار هذا النوع من الشباب المنحرف في مجتمعنا من جهة، ورسالة توعوية من خلال تجسيد صورة الفشل والتقزز التي تلاحق هذه الفئة، حتى يتفادى أبناءنا المراهقين الوقوع في فخ التصديق بأن الانحراف سبيل للتفاخر والنجاح.

لو عدنا الى عشريتين قد خلت لم تكن تخلو الشبكة الرمضانية من المسلسلات الدينية، ومسابقات حفظ القرآن وحتى المسابقات العلمية فكنا نهرول من مدارسنا من أجل تتبع مسلسل ديني، ونتسابق من أجل الإجابة على سؤال في الثقافة العامة.

في نفس السياق، عدة مسلسلات رمضانية بمختلف القنوات تناولت نفس القصص التي تروج خلال السنوات الأخيرة وتخص مافيا المخدرات والحرقة والفقر المدقع والعنف الأسري، لا يمكن الإنكار بأن هذه الظواهر موجودة في مجتمعنا لكن ليست بالصدى والانتشار الذي يستحق أن تتناوله أغلب البرامج التي تعرض في الشهر الفضيل…

والتي من المرتقب أن تبقى تلاحق المشاهد لسنوات أخرى على اعتبار أنها تلقى أكبر نسب مشاهدة وهو الهدف الأسمى لهذه القنوات الفضائية التي لم يعد يهمها سوى التنافس على الأرباح دون التركيز على نبل المحتوى… لذا عمت الفوضى وبرامج التفاهة.

لو عدنا الى عشريتين قد خلت لم تكن تخلو الشبكة الرمضانية من المسلسلات الدينية، ومسابقات حفظ القرآن وحتى المسابقات العلمية فكنا نهرول من مدارسنا من أجل تتبع مسلسل ديني، ونتسابق من أجل الإجابة على سؤال في الثقافة العامة.

ونتمنى لو كنا مكان المتسابق لنيل الجائزة، وحتى البرامج الفكاهية كانت تقدم رسائل نبيلة، لذا أطلقنا على تلك الحقبة لقب “الزمن الجميل”… وبقينا نتحسر أسفا على انقضائه ونتمنى عودته.. ونتباكى من زمن الرداءة وأهلها.

@ طالع أيضا: الكاميرا الخفية في الجزائر: تسويق لثقافة العنف!

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.