برأيي لقد فشلت المجالس المنتخبة شعبيا فشلا مشهودا منذ ستين عاما في تغيير واقع البلديات والبلد عموما إلى الأحسن، إلى ما يريده المواطنون..
فشلت تلك المجالس في حل مشاكل اجتماعية وثقافية واقتصادية لا تنتهي.. فشلت في كل شيء.. في السكن، التوظيف، النظافة، تعبيد الطرقات بإتقان، تحريك الأقتصاد المحلي، الإنارة، توفير المياه،النقل العمومي والمدرسي، تنشيط الحياة الثقافية، والرياضة وغيرها..
مع استثناءات قليلة أثبت أصحابها أنهم أهل ثقة في التسيير يخافون الله ويخلصون له ويستحقون ثقة الشعب..
وبما أنها قد فشلت منذ الاستقلال وأحسبها كذلك في باقي الجسد العربي المثقل بالفساد، علينا أن ندفنها لأنها صارت جثة عفنة منتنة تكاد تتسبب في خراب الأوطان.. علينا أن ندفنها ونستبدلها فورا بمجالس من نوع آخر أدّعي أني أقدّم فكرة حولها هنا في هذه السطور القليلة.
لدينا في كل البلديات شباب جامعي متخرج من تخصصات التسيير والإدارة والاقتصاد وهم يملكون الإرادة الحقيقية المتدفقة للتغيير، فأقترح أن يُدرّب هؤلاء على التسيير ميدانيا من طرف مختصين وأن يُمتحنوا بعد فترة التدريب، ثم تُنتخب منهم نُخبة على يدي مدربيهم من المختصين الأنقياء بناء على معدلات نجاحهم ومشاريعهم التي يقدمونها في الامتحان، ثم يُقدّم هؤلاء الشباب لتسيير البلديات.
إعطاء الفرصة لهؤلاء هو ضخ روح جديدة في الإدارة وسكب دماء نظيفة في الإرادة لم تتورط من قبل في فساد، قد تُستصعب التجربة في البدء وسيحاربها الفاسدون بحجج واهية.. لكن مع الوقت وبالصبر والإصرار ستسير بشكل أفضل..
اسألوا المواطنين عن المجالس المنتخبة وسيجيبونكم بأنها نفس الوجوه تعود من خمس سنوات أو عشر إلى المشهد لتنهب أكثر، اسألوهم ثم خيّروهم بين هذه المجالس وبين الشباب وستسمعون الإجابة..
كذلك الأمر بالنسبة للبرلمان.. لابد من إعادة النظر بشكل كامل فيما يسمى الانتخابات.. شخصيا أن ضد هذه الآلية في اصطفاء ممثلي الشعب لأنها فشلت.. عندنا.
@ طالع أيضا: الانتخابات المحلية.. “جُحا” والحِكمة الثالثة؟!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.