لم تمر فترة سوى فترة قصيرة حتى و إفتضح أمر الاعتداء الصاروخي الجبان على مخيم ليبرتي في يوم العاشر من شباط الجاري، حيث أنه تبين و على أساس معلومات جديدة حصلت عليها المقاومة الايرانية من داخل النظام الايراني، أن هذا الهجوم قد تم بأمر من خامنئي و بالتنسيق مع حکومة نوري المالکي.
حکومة نوري المالکي التي حاولت دائما أن تبدو بمظهر المحايد فيما يتعلق بمشکلة سکان أشرف و ليبرتي، وعلى الرغم من أن أياديها قد تلطخت مرارا و تکرارا بدماء المجاهدين الصابرين في أشرف و ليبرتي، فإنها زعمت و تزعم بأنها محايدة في المجرى العام للقضية وانها تسعى لحل المشکلة و ليس العکس، لکن شکل و مضمون و حجم التنسيق و التعاون الذي أبدته هذه الحکومة مع الاجهزة القمعية لنظام الملالي بخصوص الاعداد و الشروع بالهجوم الصاروخي الاجرامي على مخيم ليبرتي و الذي تم بأمر خاص من مرشد النظام نفسه، عاد ليثب و يؤکد مرة أخرى تبعية و عمالة حکومة نوري المالکي لنظام الملالي وهي لاتملك شيئا من الامر حيال النفوذ الواسع لهذا النظام في العراق و الذي بات يهدد الامن و الاستقرار و السلام ليس في العراق وحده وانما في المنطقة برمتها.
نوري المالکي الذي هو في حقيقة الامر مطلوب للمثول أمام محکمة اسبانية للتحيق معه في المذبحة التي جرت لسکان معسکر أشرف في 8/4/2011، عاد ليضيف مذبحة العاشر من شباط 2013، الى سجله الاسود فيما يتعلق بسکان أشرف و ليبرتي، وان هذا الاصرار الغريب و الفريد من نوعه للعمالة و الارتماء في أحضان النظام الايراني من شأنه أن يقود المالکي الى طريق اللاعودة عندما يجعل حسابه ثقيلا لايمکن دفعه او تصفيته إلا بجره الى محکمة الجنايات الدولية و جعله عبرة لکل من إعتبر.
الملاحظ في المذبحة الاخيرة التي جرت عبر عملية القصف الصاروخي الغادرة لمخيم ليبرتي انها و خلافا للأعمال الارهابية التي ليس لها اسناد حكومي، فلم يستخدم في هذه العملية أي سلاح أو صاروخ يتم إطلاقه يدويا وانما كانت كافة الصواريخ أصلية وتم اطلاقها من على منصات خاصة بها حيث يتطلب نقلها امكانات وجهد كبيرين لايمکن أبدا توفره لعصابات عادية غير مدعومة و تحظى بغطاء لوجستي کامل، ولهذا السبب ولاسيما توفر المعلومات عن الاحداثيات الدقيقة لمخيم ليبرتي حيث سقطت جميع الصواريخ داخل مساحة ليبرتي الصغيرة خلافا للأعمال الارهابية التي إحتمالات خطأ الاصابات و دقتها کبيرة فإن هذا العمل الارهابي المدعوم و المسند من جانب حکومة المالکي کان يمثل نمطا آخرا مختلف تماما مما يعني بالضرورة ان النظام الايراني قرر أن يعجل و يوسع من خطاه الاجرامية ضد سکان المخيم وهو مايستدعي الانتباه و يضع المجتمع الدولي أمام واجباته القانونية و الاخلاقية لکي يتم إتخاذ خطوات وقائية لازمة و کافية من أجل ضمان أمن و سلامة سکان المخيم قبل أن يفتك بهم النظام في مجازر قادمة قد تکون أدهى و أمر و أقسى و أعنف من هذا الذي جرى.
m.chadrchi@yahoo.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.