رحم الله العلامة سعيد شيبان، برحيله نفقد القامات الواحدة تلوى الأخرى، كان لي شرف التواصل والتعامل معه طويلا، وكنت محظوظا بلقائه مرارا في إطار الإعلام.
عرفت فيه خصالا قلّما تجتمع في رجل واحد إلا نادرا..
كان عالما موسوعيّا بين الطب والتاريخ والأدب وعلوم الدين.
من فرْط حبه لمهنته وتعلقه بها لم يقبل الوزارة إلا بشرط: وهو أن يواصل عمله بصفته رئيسا لمصلحة طب العيون بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا في الفترة الصباحية.
ثم يلتحق بوزارة الشؤون الدينية مع الظهر، وقد قبل مولود حمروش منه ذلك، تقديرا لإخلاصه المهني وثقة في تفانيه.
ميّزهُ عن غيره التواضع الجمّ ونكرانه للذات حتى أنه يرفض مطلقا أن تقبل جبينه إكرامًا لأهل العلم!
رصين وهادئ إذا تكلم وغاية اللطف والحنيّة في علاقاته الإنسانية مع الآخرين.
كم كان حريصا على الحديث بالعربية الفصحى في كل المجالس، أما المواعيد عنده فهي إلتزامات جبرية لا يزحزحها بمثقال دقيقة!
اللهم تغمده بواسع رحمتك وأسكنه من الجنان فردوسها وخالص المواساة لذويه ولكافة الجزائريين في مصابهم الجلل.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.