فشل الصحفيون الجزائريون منذ الاستقلال في إنشاء تكتل نقابي قوي يدافع على حقوقهم الاجتماعية والمهنية، ويذود على شرف المهنة ويصون أخلاقياتها.
السبب الأبرز يتعلق بالصحفيين أنفسهم، لأنهم لم يسجلوا أية محاولة جادة تؤسس لتحرك نقابي مهني تمثيلي ومستقل يحرج السلطة، ويقاوم إغراءاتها وجبروتها، باستثناء بداية جنينية لتحرك كان يبدو أنه كذلك بعد أحداث أكتوبر ثمانية وثمانين، لكن سرعان ما اتضح أن “حركة الصحفيين الجزائريين” كانت “حملا كاذبا”، تحمّس له الكثير من السذج أمثالنا..
والسر في ذلك معروف لدى الكثيرين منهم، والمتابعين لمسار مهنة “المكاسب، والمناصب” في الجزائر. فالجميع يعرف أن السلطة ترفض رفضا قاطعا بروز تنظيم مهني مستقل، وتحرص كل الحرص وبكل ما أوتيت من إمكانيات على إفشال أي مسعى من هذا القبيل واحتوائه بالترغيب، أو إقصائه بالترهيب. فهي لا تعترف بأي سلطة غير سلطتها فما بالك بما يسمى السلطة الرابعة.
لكن السبب الأبرز يتعلق بالصحفيين أنفسهم، لأنهم لم يسجلوا أية محاولة جادة تؤسس لتحرك نقابي مهني تمثيلي ومستقل يحرج السلطة، ويقاوم إغراءاتها وجبروتها، باستثناء بداية جنينية لتحرك كان يبدو أنه كذلك بعد أحداث أكتوبر ثمانية وثمانين، لكن سرعان ما اتضح أن “حركة الصحفيين الجزائريين” كانت “حملا كاذبا”، تحمّس له الكثير من السذج أمثالنا.
فمعظم الصحفيين الجزائريين ولسوء حظ المهنة لا يؤمنون بنبل الرسالة الإعلامية، ولا يحركهم أي استعداد للنضال أو التضحية من أجل ضمان حقوقهم المهنية والسياسية في العيش الكريم والحرية، ولا يتبنون مبدأ التضامن كقيمة مهنية مشتركة تجمعهم وتقوي شوكتهم، إلا في دوائر ضيقة جدا.
وهمُّ الكثير منهم – حتى لا أقول جميعهم – السعي وراء الشهرة والمال بأي ثمن. سواء بالتذلل للناشرين وأباطرة الإعلام والإذعان لكل “نزواتهم”، ليحظوا بالترقية والأجرة العالية… أو التمسح بعتبات السلطة المدنسة بالقمع والاضطهاد طمعا في المكاسب والمناصب، وعرض خدماتهم على جلاديهم ولو بالتخابر على زملائهم والوشاية بهم..
ولا يلتفت الصحفيون إلى العمل النقابي والنضال إلا بغية الأهداف نفسها، أو عندما تسد في وجوههم كل الأبواب ولا يجدون منجا ولا ملجأ سوى ذلك، إلا الصادقين منهم وقليل ما هم.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.