في مرحلة من العمر، يحتاج أحدنا إلى الوقوف والتوقف بلغة قانون المرور. تتوقف لترى أين أنت؟
تأخذنا مشاغل الحياة، يغرينا السباق، يخنقنا طلب شيء ما.. لكن تأتي ومضات تجعلك تتوقف.
آخر مرة، صليت في أحد المساجد.. نظرت من حولي، فلمحت وجوها أتعبتها الحياة، حفرت الأحزان تقاسيمها وألهب الشيب رؤوس أصحابها.. وجوه خاضعة لله، أناس بسطاء من فئة العمالة الآسيوية.. لا يعرفون من الصلاة ربما إلا حركاتها وبعض الآيات.. لماذا جاؤوا؟ جاؤوا يطلبون الله.. ربما أحلام أحدهم هي واقعك أنت أو أنا..
يالله.. كم ينسينا الجري، الشعور بقيمة النعمة.
النعمة ليست مالا بالضرورة.. البصيرة نعمة.. الصبر نعمة.. مساعدة الآخرين نعمة.. حين ترى تلك الوجوه الشاحبة وهي تجر أرجلها للصلاة.. حين ترى أصحاب الحاجة باختلاف تشعباتها وأصنافها، يطلبون الله بإلحاح.. تتذكر بأن الله هو قاضي الحاجات وليس البشر.. فلله الحمد من قبل ومن بعد.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.