باستمرار أحببت أن أرى أخوتي الجزائريين وهم يحييون السلام الوطني يقفون بكل شموخ يرفعون علم بلادهم بدعوات أن يحفظها الله ، ويبهرني صوتهم الواحد وهم يرددون" فعقدنا العزم أن تحيا الجزائر فاشهدوا فاشهدوا" نعم نشهد فهذا سبيلهم ونهجهم الذي يمضون نحوه كل ذلك والكثير أثار في قلبي الدهشة وعقلي التعظيم لشعب الجزائر، يعيي ما يريد لهم من قلبي الحب والسلام من فلسطين أرض الرسالات مسرى سيدنا محمد عليه السلام ومهد سيدنا المسيح لبلد الثورة والثوار .
تباعاً وشغفا بمعرفة الجزائر وتتبع أخبارها فمنذ أيام من يوم التصويت لاختيار رئيس بلادهم وأتابع مجريات الانتخابات الجزائرية لرئاسيات 2014، وددت أن أعيش شعور الجزائريين في عرسهم الوطني فحبهم لفلسطين زاد فينا الحب لهم أكثر، فحينما تتحدث مع أحد الأصدقاء الجزائريون تجد كم هو وعيهم بالقضية الفلسطينية ومعرفتهم بالصراع الدائر والرغبة الشديدة في القتال وأن تكون فلسطين بخير وأن تتحرر من دنس الاحتلال هو من واقع عايشوه ونشعر كفلسطينيين بدعواتهم الصادقة والوقوف التاريخي الدائم كالجسد الواحد هذا ما نعرفه عن البلد الشقيق.
فللجزائر وقفات عظيمة ومشرفة نحو القضية الفلسطينية لم يأتي ذلك منة أو من باب توزيع واجبات وإنما هو الشعور بالمسئولية أننا شعب واحد والألم والفرح واحد، ينظر الفلسطينيون للجزائر بعظمة تاريخهم وكيف ناضلوا لتحرير بلدهم هو الأمل عند كل فلسطيني أن تتحرر فلسطين ويزول عنها الاحتلال ، فلا يمكن أن ننسى يوم إعلان استقلال دولة فلسطين عام 1988 والذي كان على أرض الجزائر ووقفة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة داعما للسيد الرئيس ياسر عرفات بوقفته في الأمم المتحدة حينما دخل القاعة حاملاً سلاحه ليخاطب العالم عن حق شعبنا فكان بوتفليقة جنيا إلى جنب والشعب الجزائري مع شعبنا، ولا ننسى بن بلة والشاذلي والمناضلة بوحيرد التي ينشد فينا الصغير والكبير قصة كفاحها ووقوفها كشابة تقول” تحيا الجزائر” نرى فيها دلال المغربي ووفاء إدريس وآيات الأخرس والكثير من الماجدات وخنساوات فلسطين، تاريخ نضالي يتشابه بتضحياته، فلا يمكن نحن كشعب فلسطين أن نتحدث عن تاريخنا دون ذكر اسم الجزائر التي كانت قبلة الثوار والحاضنة لهم والمدافعة عن الشعوب المقهورة لنيل حريتهم واستقلالهم فكانت الثورة الفلسطينية التي استمدت قوتها من الثورات الجزائرية والثورة الأخيرة التي جمعت الكل الجزائري نحو تحرير بلدهم بجبهة موحدة .
اليوم الجزائر أمام تحدي كبير ليخرج معافي مع إجراء الانتخابات واختيار الرئيس للمرة العاشرة على مدار تاريخهم بعد إعلان الاستقلال عام 1962 ، تلك الانتخابات هي محط اهتمام كبير وجاء يوم الانتخابات 17 نيسان وكان التفاعل الكبير من ساعات الصباح الأولى والملحوظ واصطفاف النساء والشباب والشيوخ في طوابير للاقتراع، وكلمات عبر شاشات التلفاز والزغاريد بهذا العرس الديمقراطي، جذبني صوت شبابهم والحديث عن استكمال بناء مستقبلهم، والآباء يصطحبون أبناءهم ليعلمونهم كيف يكون حب وطنهم والحرص عليه ، وحمايته وكيف يختارون من يمثلهم عبر العملية الديمقراطية، كل هذه المشاهد والتواصل مع الأصدقاء عبر صفحات التواصل الاجتماعي بمنشور هنا وكتابة هناك كل هذا يأتي من التعلق الشديد بالجزائر وربما يعتبره البعض تدخل في شأن جزائري لكن على لسان الجزائريون أنفسهم قالوا نحنا نتضامن معا وفرحنا فرحكم ونستذكر معا قول القائد هواري بومدين الذي قال نحن مع فلسطين ظالمة ومظلومة وفلسطين تفرح للجزائر بفرحها وتحزن لحزنها، تواصلت أول بأول مع أهلي وأحبتي الجزائريون ، وكان الفرح يغمرهم وحالة الترقب الشديد والإيمان العميق بخروجهم أقوياء وبلدهم بأمان هكذا تمت العملية وخرجت الجزائر بهية ، هو قسمهم بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات صدقوا وانتصروا بعهدهم، وأعلن أخيرا عبد العزيز بوتفليقية في نتائج أولية بالفوز لولاية رابعة بنسبة 81.53% هذا ما أراده الجزائريون، واسقطوا كل محاولة تتربص في بلادهم للنيل من أمنها واستقرارها، ليس بجديد عن هذا الشعب الواعي الذي لم تصله آفة بعض البلدان التي لازالت تعاني التراجع وانعدام الاستقرار، هكذا استطاعت أن تخرج الجزائر بهذا العرس الديمقراطي موحدة واعية لأي تدخلات بمشاريع تنال من قوتها ووحدتها، هنيئا للجزائر هذا الوعي والانتصار .
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.