زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

السيد الرئيس.. عليك استرجاع ممتلكات الأمير عبد القادر

فيسبوك القراءة من المصدر
السيد الرئيس.. عليك استرجاع ممتلكات الأمير عبد القادر ح.م

الأمير عبد القادر الجزائري

رسالة وجهتها قبل عامين إلى عبد المجيد تبون... السيد الرئيس: أعدت الجماجم ودُفنت، وفرحنا وبكينا... عليك الآن استرجاع ممتلكات الأمير عبد القادر... وهي موجودة بمتحف كوندي بقصر شانتيي، وها هي الصور...

سأحدثكم عن من نهبها… الدوق دومال، أقام الدوق دومال في الجزائر عشر سنوات، كانت كلّها دماء وتنكيلا وفظائع ونهبا، دون ضمير يؤنبه أو أخلاق تردعه.

كان يعتبر تخريبه لزمالة الأمير ونهبه لممتلكاته وساما على صدره. قبل موته سلّم تحف الأمير المنهوبة إلى متحف كوندي بقصر شانتيي. وهي موجودة إلى اليوم هناك، بالإضافة إلى لوحات فنية للرسامين المستشرقين عن مظاهر من الحياة اليومية للجزائر في القرن التاسع عشر من أمثال دولاكروا ودوكان وفيرني.

ح.م

من ممتلكات الأمير عبد القادر التني نهبها الدوق دومال

من بين ما نهبه الدوق دومال أغراض شخصية للأمير، منها خيمته المشهورة، وأثاث وأختام ومجوهرات ومخطوطات نادرة مزيّنة بصور، ونفائس عن رفاه الحياة الشرقية وفنون الفروسية والقتال.

وأهم ما نهبه لوحة زيتية تمثّل الأمير رسمها الرسام البولوني ستانيسلاف شليبوفسكي سنة 1866 في القسطنطينية.

ولا بأس هنا أن نستطرد قليلا لنذكر بهذا الفنان الذي انبهر بالأمير وخصاله ورفعة مقامه.

ولست هنا، أنا العبد الضعيف، في مقام نصح الحكومة الجزائرية، لكن أليس استرجاع ما نهب من ممتلكات الأمير “فرض عين”، خصوصا أن حرب الذاكرة جارية حاليا مع فرنسا الرافضة للاعتذار.

تخرج شليبوفسكي في أكاديمية الفنون الجميلة بسان بطرسبورغ بروسيا، ثم درس بميونيخ. وانتقل إلى باريس، واختص في الرسم الأكاديمي، قبل أن يسحره الشرق.

فسافر إلى تركيا ليصبح الرسام المعتمد في بلاط السلطان، خلّف العديد من اللوحات تمثل مشاهد عن تركيا ومصر والحياة الشرقية بصورة عامة. كما زيّن برسوماته “الكوميديا الإنسانية” لبلزاك وبعض قصص موباسان.

لوحة شليبوفسكي هي، في رأيي، من بين العديد من اللوحات المعروفة التي تمثّل الأمير، أفضل لوحة. فقد استطاع هذا الفنان أن يبرز أكثر من غيره ملامح الأمير الجامعة بين الجمال والرزانة، الزهد والوقار، التواضع والصلابة، وعزة بالنفس والكبرياء.

لقد استرجع بومدين، بحثا عن شرعية تاريخية، رفات الأمير من سوريا، حيث كان يرقد إلى جنب معلّمه محيي الدين بن عربي، وأعاد دفنه بمقبرة العالية، وينتصب له تمثالان في العاصمة ومعسكر، ووضعت صورته على نقودنا، وأنشئت باسمه مؤسسة تنشط بالمناسبات، وأقيمت حول سيرته ملتقيات، ونسينا استرجاع تحفه المنتشرة عبر العالم وترجمة سيّره التي ألّفها الأجانب عنه.

ولست هنا، أنا العبد الضعيف، في مقام نصح الحكومة الجزائرية، لكن أليس استرجاع ما نهب من ممتلكات الأمير “فرض عين”، خصوصا أن حرب الذاكرة جارية حاليا مع فرنسا الرافضة للاعتذار.

وهل من إيجابيات الاستعمار النهب والسلب، خاصة نهب ممتلكات الأمير، الذي وصفه الماريشال الفرنسي سولت بأنه إلى جانب محمد علي والإمام شامل –كلّهم مسلمون– أعظم ثلاث شخصيات في القرن التاسع عشر.

zoom

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.