لن أكون مبالغا لو قلت أن العد التنازلي لانقراض الكتابة السياسية في الجزائر يوشك على الانطلاق، بطبيعة الحال أي بلد لا ينتج بذرة حرية لا يستطيع قانونه ممارسة الحماية للحريات الفردية ولحرية التعبير بمختلف أشكالها، لكني واثق جدا أن حقول الديكتاتورية مهما كانت صعبة وقاسية وإرهابية فهي دائما ينتج من صلبها بطريقة تفوق قدرة الطبيعة بذرة إلهية تزعزع الأرض كلها وترعب الجميع مهما كانت قوة الديكتاتورين..
وعليه نؤكد علميا وعمليا أنه دائما يوجد هناك أمل في مجتمع منعدم الحرية بسبب هذه البذرة التي تحمل راية الحق، مع أن هذه الحرب ثمنها باهظ جدا لا يستحمله حتى الشيطان، فما بالك بإنسان ضعيف ليس له قوة سياسية ولا اجتماعية ولا أرستقراطية ومع ذلك يواجه في كيان نظامي لوحده.
في الجزائر إذا صممت حروفا سياسية مليئة بالحق يكون مصيرك ”السليونة”، وإذا عكست الأمور وصممت حروف مليئة ”بالشيتة” تصبح في ظرف 24 ساعة في شبكات التواصل الاجتماعي ”تمسخيرة”، طالما هلال الحرية بعيد جدا فواجب علينا صيام الحق إلا غاية إشعار أخر غير معروف، حينما تكون غير محمي وليس لك نفوذ ولا نقود ولا أي عمود تكون كلماتك سبب حجك إلى ”السيلونة” بدون قرعة محلية ولا هدية وطنية، لأن الفرد السياسي المتمرد ضد كيان النظامي ترحب به السيلونة وتجعله يعيش الرعب ولا ينام في أول يوم..
صحيح أن الإنسان إذا دخل السجن بسبب الحق ينتصر لضميره، لكن كل فرد فينا له نقطة ضعف يستغلها هذا الكيان النظامي في مواجهة تمرده، البعض منا عائلته هي ضعفه، والبعض فينا عمله هو ضعفه، والبعض فينا شرفه هو ضعفه…
صحيح أن الإنسان إذا دخل السجن بسبب الحق ينتصر لضميره، لكن كل فرد فينا له نقطة ضعف يستغلها هذا الكيان النظامي في مواجهة تمرده، البعض منا عائلته هي ضعفه، والبعض فينا عمله هو ضعفه، والبعض فينا شرفه هو ضعفه، وحينما يكون لديك ما تخاف عليه فإن حربك تكون نصيبها الخسارة، تعلمنا من السيلونة أن الحرب النفسية الموجودة على الساحة الإعلامية والسياسية ليس شريفة وليس لها أخلاق، ربما لقيطة ومتشردة لهذا تجعلك تتوقع أبشع الأعمال منها لتجعل ضعيف جدا.
السيلونة هي فندق المتمردين في السياسة، لكن في بعض الأحيان تجعلنا ندرك أنه النقد بلغة التمرد ما هو إلا ضياع الوقت، وقرع طبول لحرب لن تنتهي، لأن النمل لن يواجه الفيلة، والغزال مهما كانت قوته لن يواجه الأسد، الأحسن نعطي حلولا لتغيير هذا الكيان النظامي من الداخل، ونعيد للهوية والتربية والدين قيمته المفقودة، لأن الهوية أصبحت لا تعرف بعض أن تدخلت عادات الغرب، والتربية مند أن أصبحت تحت أيادي علمانية صرت تسبح في الخطر، والدين يحاول الحداثيون والمتنورون المزيفون فصله عن الحياة اليومية..
أظن أن معاركنا يجب أن تكون فكرية في مواجهة المد الفكري الخارجي عن تقاليد بلادنا، لأننا لسنا مستعدين لمواجهة الكيان النظامي بحروفنا فقط، لأن الله سبحانه تعالى يقول: ”وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ”..
كل هذه الأدلة الاجتماعية المعروفة تجعلنا نستعد للحرب الفكرية القادمة من أجل مقاومة الغرب وعدم السماح باحتلال ديننا وأصالتنا وعروبتنا.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.