كلما فتح ملف الصناعة في الجزائر بمختلف مجالاتها، والحديث عن ضرورة جلب شركاء أجانب ونقل التكنولوجيا وجعل الجزائر قطبا صناعيا، أتساءل:
كل هذا سيستلزم وقتا وتدرجا بالنظر لتاخرنا الكبير في هذا المجال، وشراسة المنافسة في استقطاب الاستثمارات الأجنبية وكذا صعوبة دخول الأسواق العالمية..
كلما فتح هذا الملف أتساءل: لماذا ندع مجالا وسوقا كبيرا جدا هو السوق الرقمية العالمية، والتي نمتلك فيها إمكانيات كبيرة لارتباطها المباشر بالعنصر البشري وعدم ارتباطها باسثمارات مادية كبيرة، وتنافسية الشركات الجزائرية في هذا المجال ونبحث عن مجالات أخرى مرهقة؟
يغادر الجزائر مئات الإطارات في مجال المعلوماتية والذين تستقطبهم الشركات الأجنبية دون أن تستفيد منهم الجزائر ليصنعوا نجاح ونمو بلدان أخرى..
وتعاني عشرات الشركات الجزائرية في مجال المعلوماتية في صمت واضطر البعض منها لمغادرة السوق الجزائرية، لأن المحيط العام لا يجعلها تنمو بالشكل الكافي ولا تجد التسهيلات والتشجيع للنمو والتوسع لتوفر لمهندسيها وإطاراتها ظروف عمل محترمة تجعلهم يبقون في الجزائر وتزيد في حجمها وقدراتها وتنافسيتها.
إن تطوير هذا المجال مع كل الرصيد والامكانيات التي نملكها فيه لتطوير صناعة رقمية حقيقية هو أولوية عاجلة، لأن الأمر لا يتطلب أكثر من إرادة حقيقية وخطوات عملية لجعل هذا القطاع منتجا للثروة وجعل الحزائر فاعلا وممولا خدماتيا للعديد من الأسواق العالمية..
هذا بالنسبة لي أولى من البحث عن بعث صناعات في قطاعات لا نملك فيها إمكانيات حقيقية وتستلزم مدة طويلة لرؤية نتائجها.
أرجو أن ندرك أننا في عصر الصناعة 4.0 المرتبطة كليا بالمجال الرقمي وانترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، دون الحديث عن الثورة الرقمية والتحول الرقمي الشامل الذي يعيشه العالم.
فليس من المنطقي أن نبقى في نفس الذهنية السابقة، وبالمقابل نعطي أحسن إطاراتنا للغير على طبق من ذهب ولا نتحرك لإيقاف هذا النزيف.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.