بداية جوان 1965: الرئيس الجزائري الراحل، هواري بومدين، عدوّ فرنسا اللّدود، يُوفد إلى الخصم علنا، والحكم سرّا، الرئيس شارل ديغول، من يستشيره، ويطلب موافقته، للانقلاب على الرئيس الراحل، أحمد بن بلة، والعُهدة على الرواة، من الساسة والمؤرخين..؟
ديسمبر 2012: جزائري وفيّ لفرنسا، يُقبّل بلهفة، يد الرئيس الفرنسي هولاند، هذا الأخير ظهرت عليه، ملامح الرضا، والارتياح.
أفريل 2016: رئيس الوزراء الفرنسي المُستقيل، مانويل فالس، يتجول في العاصمة الجزائرية، وسط استقبال شعبي، ورسمي بهيج.
“فالس” ردّ سريعا، على حسن الضيافة، بنشره صورا مُهينة للرئيس بوتفليقة.
أما بعد:
لم يكن الجزائري يوما، متّهما في مبادئه، ولا شجاعته، لكن وبعد أن اهتدى قادتنا، لوصفة تقتير المعيشة، وفرض الفقر، والمرض، وضرائب أخرى كثيرة، صار لغالبية الشعب الأبيّ، قابلية مجنونة، في ازدراء النفس، والرموز، والمقدسات، والتنكّر لمسالك السّلف، في الحرية ،والكرامة، ولُزوم القناعة، بصحة اللسان، والوجدان..
الجزائريون، وفي خضمّ الظروف، وقاعدة “الله غالب”، يرضون قناعة، بالتواكل، والخضوع، ويصطفّون لشدّ أزر، موت السيادة، ونكوص الهمّة، ونكبة الذاكرة..؟
ذاكرة بنكبة، تظهر جليّا، كلما حطّ الرحال ببلادنا، فرنسي رسمي، رئيس أو وزير، مير أو عسكري، برتبة غفير.
زيارات حلال، بغيض، يجني فيها أحبتنا في التاريخ، والمصير، الغلال الوفيرة، ثم يخطبون علينا، بتواضع، فيمسحون، ويجردون، ويتباكون على فعال آبائهم، وأجدادهم، طيلة 132 سنة، كما فعل هولاند، في زيارته الأولى، قبل أربع سنوات.
خُطب في ثناياها، طمس خبيث، يُراد به شفاعة، تقنص ملايير الدولارات، مناصفة مع إخوان الداخل.
ورغم الفوائد، والعوائد، تستكثر علينا فرنسا، اعتذارا، نرضى به كدية، لضحايا التصفية البشعة، والإمعان في القتل على الهوية.
جرائم يندى لها الجبين، ولن تسقط بالتقادم، أو تمحوها كلمات رطبة، تنفث سمّا زُعافا، كغيمة عقيمة، ما استقامت لولا تنازلات، من يخشون المحاسبة هم كذلك، من جهة، وغرام رعيّة، تُريد إدماجا، وتسعى لتأشيرات الخلود، والمجد الفرنسي.
مصير لن تستوفيه أجيال، توارثت ما ألحقه بها عار عظمة فرنسا، من مسبّة، وسخرية.
الفرنسيون الرسميون، يعترفون، ولا يعتذرون، يتهكمون، ويضحكون، وذلك مجاملة لشقائق الأقدام السوداء، وأذناب الخونة الجدد، والقدامى.
تلصّص سافر، وتندّر بآلام ملايين، لم يحفظ المُقبّلون، والمُطبّلون، والمُتملّقون، ماء وجوههم، ليثبتوا دوما، ودائما، انبطاحا، وانكسارا، ودياثة تأبى الرحيل، إلى غير رجعة.
عيوب، وكبائر، وعبث آثم بالشهداء الأبرار، وبشهادات الرجال الأخيار، ينبري لها المجتمع السياسي، والنخبوي، بالصمت المطبق، وغضّ الطرف عن أربابهم، من شركاء استنزاف البلاد، وإهانة العباد.
فجيعة مطباتنا مع فرنسا متواصلة، في سياق “مؤامرة” سياسية، واقتصادية، وثقافية، واجتماعية، وحتى رياضية، هدّت كل مقوّمات الكيان الجزائري الواحد، فمتى تنتهي وصاية فرنسا علينا؟؟؟
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 6201
فمتى تنتهي وصاية فرنسا علينا؟؟؟
تنتهي وصايتها علينا يوم ينتهي ابتزازنا من أجلها. فهناك خونة من بني جلدتنا يمارسون ابتزازهم جهارا نهارا خدمة لفرنسا ، فهم يهددون و يتوعدون إذا لم نلب رغبتهم لأنها من رغبة فرنسا، فبين الحين و الحين يفرضون على الدولة الجزائرية كل ما كان من الطابوهات و الممنوعات بأن يصير مقننا و ساري المفعول في حياة الجزائريين رغم أنوفهم. وهناك بعض دول الجوار تمارس علينا الابتزاز ، وإلا ستفتح علينا الحدود وتشعل علينا نار جهنم بأيدي فرنسية خفية. وأكبر المبتزين هي فرنسا ، فإن لم نقبل ابتزازها هددنا بأمور خطيرة وكثيرة لأنها متأكدة من أن أذنابها سيلبون نداءها وينفذون خرابها في وطننا العزيز تنفيذا حرفيا. فلن نفلت من قبضة فرنسا مادام أذنابها يعيشون بيننا و يديرون كثيرا من شؤوننا. فمادامت الجزائر عاجزة عن تنقية أرضها من الأعشاب الضارة فهذا هو مصيرها وهذه هي حياتها الضنك . فعليها أن تختار. و السلام على كل ذي لب و عقل و ضمير.