تتجه السلطات في تركيا لوضع آليات تعاون جديدة لزيادة الاستثمارات في الجزائر، خاصة وأن القيادة السياسية بالبلدين مهتمة جدا بالتعاون والعمل المشترك بين الجزائر وأنقرة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والصناعية وغيرها، خاصة في ظل العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط بين البلدين .
كشفت تقارير وإحصاءات رسمية مؤخرا، عن قفزة كبرى في العلاقات الاقتصادية وحجم التبادل التجاري بين الجزائر وتركيا خلال السنوات الأخيرة الماضية، مشيرة أن الواقع يؤكد أن هناك تنسيقا وتشاورا أساسيا وتطابقا في وجهتي نظر البلدين في عدة أمور خاصة منها السياسية، حيث يعملان سويا عن قرب نحو الدفع قدما بعملية السلام في المنطقة وإحلاله والعمل سويا والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
إلى جانب أن هناك تفهما من الجانبين للاحتياجات المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة تموج بالعديد من بؤر الاضراب عدم الاستقرار.
وفي هذا الصدد، كشف وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فتيح دونمز، الخميس، في تصريح أدلى به عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن بلاده تسعى لرفع الاستثمارات والتبادلات التجارية مع الجزائر من 5 مليارات دولار حاليا إلى 10 مليارات دولار مستقبلا.
وأضاف الوزير التركي، أن اللقاء الذي جمعه مع الرئيس تبون سمح له بإعطائه صورة كاملة عن الشراكة الثنائية والتعاون المشترك في المجال الطاقوي في إطار المتابعة للجنة المشتركة بين البلدين، مبرزا أن رئيس الجمهورية شجعهم على تعميق العلاقات الثنائية وتقوية فرص العمل المشترك، وشكر الرئيس على حفاوة الاستقبال، كما سلم الوزير، رسالة من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.
للإشارة، حضر اللقاء عن الجانب الجزائري مدير ديوان رئاسة الجمهورية عبد العزيز خلف ووزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، وعن الجانب التركي حضر اللقاء سفيرة جمهورية تركيا بالجزائر ماهينور أوزديمير غوكتاس.
في غضون ذلك، بحث وزير التجارة كمال رزيق مع نظيره التركي محمد موش، سبل تطوير العلاقات التجارية الثنائية ورفع حجمها، وذلك في إطار مشاركة الوزير التركي في وقت سابق ضمن فاعليات أشغال الطبعة الرابعة للمنصة الإقليمية للاتحاد من أجل المتوسط، حول التجارة والاستثمار المنعقدة في إسطنبول التركية، حيث تناولا طرق تطوير العلاقات التجارية الجزائرية-التركية.
@ طالع أيضا: الجزائر ترفض الرضوخ لمنطق العداء لتركيا وإيران
وأضاف أن ذلك جاء في إطار القوانين الجديدة المحفزة المعمول بها في الجزائر، في إشارة إلى قانون الاستثمار الجديد الذي تضمن إجراءات تحفيزية غير مسبوقة.
وخلال زيارته تركيا منتصف ماي الماضي قال الرئيس عبد المجيد تبون إن علاقة البلدين قوية جدا، معربا عن الاستعداد لتطويرها إلى أعلى مستوى، مؤكدا أهمية العلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة لا سيما الاقتصادية والسياسية والتاريخية.
وذكر الرئيس أن الاستثمارات التركية في الجزائر تعد في المرتبة الأولى من بين الدول التي تستثمر بها تركيا، حيث بلغت أكثر من 4 مليارات دولار، وإن حجم المبادلات التجارية بين البلدين يتراوح بين 4 و5 مليارات دولار سنويا.
وتوّجت زيارة تبون إلى تركيا آنذاك بتوقيع 15 اتفاقية تعاون بين البلدين شملت مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
@ المصدر: الإخبارية
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.