سمحت الجزائر لليهود الراغبين في نقل رفات ذويهم بمباشرة هذه العملية بموجب اتفاق مع الدولة الفرنسة، التي تحلّ وسيطا بين هؤلاء اليهود والجزائر، بحكم أن الجزائر لا تقيم علاقات مع دولة الكيان الصهيوني.
وأعلن المجلس الكنيسي في باريس، الأحد 07-08-2016، فتح المجال لليهود الراغبين في نقل رفات أقاربهم المدفونين بالجزائر، في آجال أقصاها نهاية السنة الحالية، في إطار اتفاقية أبرمتها السلطات الجزائرية مع نظيرتها الفرنسية.
وأوضح المجلس الكنيسي في باريس، الذي يقوم على شؤون الجالية اليهودية في فرنسا، أن ثمة اتفاقية بين السلطات الفرنسية والجزائرية، على تحرير عدة مقابر خاصة باليهود والمسيحيين في الجزائر، من أجل إعادة استعمال مساحاتها في مشاريع ذات طابع عمومي كالمستشفيات والمدارس وغيرها.
وأبرز المجلس في بيان على موقعه موقع من رئيسه جوال مرغي، أن بموجب هذا القرار سيتم إزالة مقابر يهودية في الجزائر وضم رفات أصحابها إلى مقابر مجاورة داخل الجزائر، وفي حال رغب أقارب اليهود المدفونين في هذه المقابر نقل جثامينهم إلى فرنسا فإن ذلك ممكن أيضا على أن تقدم الطلبات قبل نهاية السنة الحالية.
وتضم الجزائر 81 مقبرة يهودية منتشرة عبر كل مناطق الوطن، من بينها 31 مقبرة صغيرة سيتم نقل جثامينها إلى مقابر أخرى من أجل استغلال مساحاتها، وفي العموم، تحتضن الجزائر 57 ألفا و898 قبرا يهوديا، من بينها 1136 سيتم نقلها سواء باتجاه مقابر داخل الجزائر أو نحو مقابر في فرنسا.
وقدر المجلس الكنيسي بباريس، تكلفة نقل قبور يهود الجزائر في إطار هذه العملية بنحو 1.5 مليون يورو، بينما سيكون على اليهود الراغبين في نقل جثامين أقاربهم إلى فرنسا دفع ما يساوي 3200 يورو، مع إمكانية تخفيض هذا المبلغ بعد التفاوض مع السلطات الفرنسية.
يهود جزائريون متطرفون يرفضون
وكان يهود جزائريون يقيمون في الكيان الصهيوني أبدوا معارضتهم لاتفاق جزائري فرنسي يقضي بنقل رفات مستوطنين ويهود جزائريين إلى فرنسا لإعادة دفنهم هناك.
وقالت وكالة أنباء يهودية متمركزة في الولايات المتحدة الأمريكية أن 1000 توقيع ليهود جزائريين بمبادرة من جمعية اليهود الأرثودوكس المقيمين في القدس تم جمعها، وتدعو الحكومة الفرنسية لوقف العمل باتفاق لتمكين عائلات وأقرب رعايا أوربيين ويهود لجمع الرفات الموجودة في 31 مقبرة في صناديق، ونقلها إلى فرنسا لتقليص الإنفاق المخصص لرعاية هذه المقابر التي تعرض عدد منها للنهب والتخريب في السنوات السابقة.
ووقع الاتفاق في 2009 إلا أنه لم يتم إنجازه، وقال المعارضون أن هذه العملية تؤدي إلى تخريب 1000 قبر يجهل أسماء أصحابها بعد اختفاء الشواهد في العقود الماضية، وكانت فرنسا باشرت برنامجا لصيانة وحماية 453 مقبرة مسيحية و59 يهودية و11 مختلطة ضمت نحو 159 ألف قبر للمسيحيين ونحو 51 ألف قبر لليهود، بعد زيارة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك للجزائر عام 2003.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.