خلال أقل من أسبوع يزور ثاني مسؤول سعودي رفيع الجزائر، بعد رئيس مجلس الشورى، وصل أمس وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى الجزائر.
منذ اجتماع جدة الأخير في 15 افريل الماضي، ورفض الرياض دعوة الجزائر، بصفتها الرئيس الحالي للقمة العربية، كان واضحا وجود استياء جزائري لافت إزاء هذا الاستبعاد السياسي، في مقابل دعوة مصر بدون أن تكون الأخيرة دولة جوار لسوريا بحالة الأردن والعراق اللذان حضرا الإجتماع.
حتى الآن فضلت الجزائر ممارسة “الغضب الصامت”، وتوجيه رسائل سياسية تعبر عن انزعاجها الشديد من هذا التجاوز والاستحواذ السعودي على القرار العربي..
بينها استبقاء السفير الجزائري في الرياض محمد بوغازي في الجزائر، منذ عودته الى الجزائر في نفس يوم اجتماع جدة، في 16 ابريل الماضي، ( رغم أن ترتيبات القمة تفرض وجوده في الرياض)، ثم غياب وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف عن الاجتماع الوزاري العربي الأحد في القاهرة.
يُعطي فكرة على استمرار محور مناهض للجزائر ومقاوم لأي دور لها في القرار العربي، من أن دول هذا المحور لم تنس ولم تتجاوز بعد كلمة “الهرولة إلى التطبيع”، التي قالها الرئيس تبون عام 2020.
@ شاهد: إطلالة سعودية على خليج الجزائر
برغم ذلك، تُظهر السعودية حرصا على أن تكون قمة الرياض مكتملة الحضور، وتحرص على مشاركة الرئيس الجزائري، ولا يعرف حتى الآن ما إذا كان الرئيس قد قرر السفر إلى الرياض، أم التصرف بالمثل ومقابلة غياب بن سلمان عن قمة الجزائر، بغياب مماثل عن قمة الرياض، بعض المؤشرات ترجح ذلك.
ما حدث في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، الأحد، ورفض وزراء خارجية مصر والمغرب والسعودية الشديد لتضمين البيان الختامي للاجتماع الوزاري العربي فقرة تشيد بجهود الجزائر في ملف عودة سوريا إلى الجامعة العربية..
يُعطي فكرة على استمرار محور مناهض للجزائر ومقاوم لأي دور لها في القرار العربي، من أن دول هذا المحور لم تنس ولم تتجاوز بعد كلمة “الهرولة إلى التطبيع”، التي قالها الرئيس تبون عام 2020.
أول بلد اتصل به بشار الأسد بعد قرار الجامعة العربية بعودة سوريا، كانت الإمارات قبل الجزائر، وفي بيان الاتصال الذي نشرته الرئاسة السورية، نسب الأسد جهود “لم الشمل” إلى الإمارات، وهذا في المعنى السياسي يفيد بأن الأسد سيكون أكثر انحياز لخارطة الطريق التي طرحتها عليه السعودية والإمارات، والتي تتضمن الابتعاد عن “محور الممانعة”، وإعطاء الأولوية في العلاقة لدول الخليج.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.