كما لاحظ الجميع مؤخرا انتشرت الكثير من تطبيقات النقل أو ما يسمى VTC في الجزائر، هاته التطبيقات التي استنسخت نموذج عمل شركة Uber المعروفة نجحت بشكل واضح في استقطاب الجزائريين، ومع احتدام المنافسة بينها، لجأت لخفض الأسعار نسبيا لاستقطاب المستعملين الجدد والمحافظة على زبائنها.
مكنت هاته التطبيقات من مجابهة مشكلة عويصة يعاني منها الجزائريون في المدن الكبرى هي نقص فاضح في خدمة النقل بسيارات الأجرة، حيث تضطر كزبون لسؤال “الطاكسيور” عن إمكانية توصيلك لوجهتك وهو الذي يقرر، وحتى السعر يخضع لقراره، هذه المشكلة كانت الفرصة لنشاط موازي للنقل غير الشرعي قانونا أو ما يسمى بالـ clandestin والـ fraude. في جهات أخرى، هاته الفئة التي أوقن ان الجزائريين يحبونهم جدا 🙃 كانت تضع قوانينها وأسعارها وما على المواطن إلا الرضوخ لها.
سيعترض البعض ويقول إن مهنة “الطاكسيور” مهددة، ربما كان ذلك جزئيا صحيحا، لكن بقاء الأمور كما كانت عليه كارثة حقيقية واستعباد للمواطنين، وكما تم في بقية الدول، على السلطات إيجاد الحلول لهذا التعارض في المصالح.
جاءت تطبيقات النقل VTC ورغم غياب الإطار القانوني، لتصنع معادلة جديدة وتعطي فسحة للمواطن، ورغم أن الأسعار مرتفعة نسبيا، إلا أنها حلت مشكلة التنقل لأي اتجاه في أي وقت مع شفافية واضحة حول السعر، فلن تكون قلقا إذا تأخرتَ في مكان ما في العاصمة مثلا لأنك بهاتفك فقط ستطلب سائقا وسيارة محترمة تعيدك لبيتك دون أن تسقط ضحية لكلونديستنان يأخذ منك مبلغا خياليا.
من جهة أخرى فتحت هاته التطبيقات أبواب رزق للعديد من الجزائريين الذين يملكون سيارات لتحقيق دخل إضافي للعاملين، أو الاشتغال حصريا على هاته المنصات وتحقيق دخل ثابت منها.
كل هذا جاء بتطبيق على هاتف ذكي، شركات، عمل، دفع ضرائب، تطبيق حل مشكلة عويصة أثبت أن التكنولوجيا مفتاح، هذه الموجة شكلت ضربة لعقلية “التكسال” عند سائقي سيارات الأجرة، وكذا لتسلط محترفي مهنة الكلونديستان، وحررت فعليا المواطنين من سلطتهم وسطوتهم، ومع المنافسة ستصبح الأسعار أقل.
سيعترض البعض ويقول إن مهنة “الطاكسيور” مهددة، ربما كان ذلك جزئيا صحيحا، لكن بقاء الأمور كما كانت عليه كارثة حقيقية واستعباد للمواطنين، وكما تم في بقية الدول، على السلطات إيجاد الحلول لهذا التعارض في المصالح.
المجد للتكنولوجيا.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.