إن الاتصال.. ثقافة اجتماعية راقية وحين يوضع في ميزان "الوظائف والمهن" يصبح أساسا لكفاءة الحركة والخطاب والرؤية، وكل هذا يتمثل أمامنا في أداء موارد بشرية تمارس اتصالا بالفطرة أو هي مكلفة به في أعباء الخدمة والوظيفة..
وإن كنت افضل رئيس قسم الاتصال أو مدير للاتصال على مكلف بالاتصال وليس الأمر في التسمية بل إنه الكيان والدلالة حين يوضع الاتصال في منظومة التأطير الرسمي، ويحتل موقعه بشكل عملي في سلم الوظائف والهيكل التنظيمي لمؤسسات الدولة.
وزارة الاتصال تنظم دورات تكوين في مجال “الاتصال المؤسساتي” ويشارك الصحفيون والمكلفون بالاتصال في مختلف المؤسسات ضمن هذا المسار التكويني الذي نراه مع أهمية البادرة تحريكا للاتصال داخل الكيان الرسمي، وإبعاده عن أي تكليفات ظرفية خاصة حين يتعلق الأمر بنشاط الموارد البشرية التي تمارس وظيفيا مهمة الاتصال بالمجتمع ومع محيط دائرته الاتصالية والإعلامية في اتساع وتحول..
من أهداف هذا التكوين هو تفعيل استراتيجيات في الموضوع والتعاطي مع الفضاء العمومي بكفاءة وجودة، تصل إلى تبني الاتصال الناجع والفعال الذي يجعل جسر التواصل بين السلطات محلية كانت أو مركزية والجمهور “مواطنين” مفتوحا وبوسائل وآليات جديدة ترتكز في الأساس على شبكة إعلام واتصال جواري..
فالمقاربة في هذا السياق هي أن تتصل في مكانك ومحيطك.. دون أن يكون هناك ما يعيق وصول معلومة أو تأخرها.. أو يسبب غياب الاتصال بغطائه الرسمي في الوقت المناسب..
هذه ببساطة المقاربة التي يجب أن تكون في البلديات والدوائر والولايات، حين نضع المكلفين بالاتصال أمام أعباء الوظيفة التي يجب أن تتجاوز الطابع الإداري في الممارسة، وهذه أول توصية أدعو أن تكون في مخرجات دورات التكوين للمكلفين بالاتصال.
فالاتصال ثقافة كما أشرت، أما الفعل فهو الحركة والرؤية وحين توضع هذه الثقافة الاجتماعية والمهنية في منظومة الأداء المؤطر يصبح الاتصال السهل الممتنع الذي لا يحتاج إلا لبساطة في الطرح وعمقا في التحريك والتأطير، وهنا لكل مقام مقال..
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.