زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

الإعلام الجزائري يتحدّث عن “شكيبيْن”.. “النفاق يا هند”!!

الإعلام الجزائري يتحدّث عن “شكيبيْن”.. “النفاق يا هند”!! ح.م

الوزير السابق للطاقة شكيب خليل

كشفت قضية ‫شكيب خليل‬ حالة "الازدواجية والنفاق" التي يتخبّط فيها ‫الإعلام‬. فشكيب خليل الذي تحدّث عنه هذا الإعلام قبل شهور قليلة ليس هو شكيب خليل الذي يتحدّث عنه اليوم !

دون تسمية المسمّيات بأسمائها، فإن قنوات وصحفا “خاصة” كانت تتحدّث عن شكيب خليل “اللص” “الهارب”.. “عدوّ الشعب” و”المجرم الذي أراد بيع سوناطراك”، واليوم صارت هذه الوسائل تتحدّث عن شكيب خليل الوزير “الكفء المظلوم الذي تعرّض لمؤامرة من جهاز المخابرات السابق”، وكأن الامر يتعلّق بـ”شكيبيْن” اثنين لا برجل واحد شغل منصب وزير الطاقة والمناجم !
وانخرطت صحف وقنوات في حملة عداء وتشهير بشكيب، وعرضت ما سمته “وثائق رسمية” تثبت بالدليل سرقة شكيب خليل الشركة الأمّ في الجزائر “سوناطراك”، كما بثت برامج استعرضت هذه الأدلة، وجزم الجميع بأن شكيب “مسؤول فاسد برتبة وزير في الدولة الجزائرية” كما صدرت مذكّرة دولية بتوقيف الرجل، حسب النائب العام بمجلس قضاء الجزائر، وتحدّث الإعلام عن هذه المذكّرة وتحوّل موضوع توقيف خليل إلى مطلب شعبي بل ودعا كثيرون إلى إعدامه.
لكن، سبحان مغير الأحوال، فبعد أقل من سنة، انقلبت ألسنة هذه القنوات الخاصة والصحف وتحوّل شكيب خليل من “شيطان” إلى “ملك كريم”، واتّضح “بالأدلة أيضا” أن الرجل راح ضحية جهاز المخابرات السابق بقيادة الفريق توفيق وتقارير “كيدية” أعدّت ضدّه وضد الرئيس بوتفليقة بصورة غير مباشرة !
كان لزاما على الإعلام أن لا ينخرط في حملة تشويه أو تبييض وجه شكيب، كان أمامه أن يتكلّم بلسان إعلامي مهنيّ فقط ليس أكثر، فيتحرى عن الحقيقة وحده ولا يقبل ملفات من أحد، لكنه اختار أن يبقى عبدا للأسياد..!
وتكشف هذه القضية، للأسف، مدى التخبّط الذي يعيشه كثير من الإعلام “الخاص” في الجزائر، ولعلّ تسمية الإعلام الخاص هي الأصلح له بدل “الإعلام المستقل”، إذ لم يستطع هذا الإعلام الاستقلال بنفسه عن هيمنة وتأثير رأسمال وضغوط السلطة وبقي رهين ما يُمليه عليه المتحكّمون في رقابه، فبعدما كان أذنا صاغية وقلما طيّعا في يد الفريق توفيق، يسمع ويكتب ما يُملى عليه، هو اليوم أذن صاغية وقلم طيّع في يد السلطة الجديدة، يسمع ويكتب ما يملى عليه، فيكتب بالليل شيئا ويمحو ما كتب في النهار بل ويكتب ويقول النقيض تماما في القضية الواحدة.. هذا هو “الإعلام الجديد” في “الزمن الجديد”.. إعلام “النفاق يا هند”.. هذا هو العلام الذي يعيش اليوم ويحيا ويُمنح الإشهار وتُضرب به الأمثلة في المهنية والنجاح والتميّز !

ads-300-250

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.