زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

الإرادة السياسية.. عنوان التغيير

الإرادة السياسية.. عنوان التغيير

بات من ضرب الحقيقة والواقع أن عام 2011 لن يكون كأي عام ، على الأقل على مستوى المشهد السياسي العربي، المؤشرات الأولى لهذا العام توحي بأننا سنكون على موعد أمام حراك سياسي من نوع أخر، هذه المرة يقوده ويصنعه الشعب العربي بدل الرؤساء والقادة العرب على غير ما سبق.

 

الشعب العربي من المحيط إلى الخليج و بمختلف طبقاته وفئاته ، آمن أخيرا بمصطلح لطالما غاب عن قاموس الأنظمة العربية ، مصطلح  وإن وجد فهو على الورق ، لكن الشعب العربي أراده فعليا ، وواقعا حيا ، إنه التغيير ، فهاهو عام2011 أتى ومعه رياح التغيير التي ستعصف بالأنظمة العربية الجائرة الظالمة المستبدة ، وآن  للمواطن العربي أن يستفيق من سبات لم ينل منه إلا الكوابيس والأحلام الميتة ، وليعلن انتفاضة اسمها التغيير .

انتفاضة التغيير التي انطلقت من عمق الأراضي التونسية بسيدي بوزيد بوتيرة لم يكن احد يتوقع أن تصل إلى هذا المسار ، لكن الإرادة السياسية لعبت دورها وكانت بمثابة يد من حديد للتونسيين  لتزعزع عرش بن علي ، ليكون خياره الفرار بعد سنوات من دكتاتورية حمراء ، وبالرغم من أن المشهد السياسي في تونس غير مستقر لحد الآن ، إلا أن تونس قدمت درسا  لكل الشعوب المضطهدة للنهوض والثورة ضد الاستبداد و الاستعباد .

ثورة الياسمين أو انتفاضة التغيير أو كما تفنن البعض بتسميتها ، ألقت بحممها الساخنة على الشعوب العربية النائمة ، من أجل أن تسلك نفس المسار ، سعيا منها لصناعة سيناريو شبيه .

فالجزائر نهض شعبها ببعض الحركات الاحتجاجية ثم سكن وهدأ ، الأمر الذي يضعنا أمام تصور أخر ومشهد سياسي غير متوقع ستشهده الساحة الجزائرية خلال الأيام القليلة القادمة ،  في حين يبدو أن الشعب المصري أدرك أخيرا ضرورة التغيير ، وفتح عينيه على حقيقة النظام ، فالشعب المصري الذي تجرع مرارة وقساوة النظام لعقود من الزمن ، هاهو اليوم يقف على رجليه ويعلنها صرخة مدوية في وجه الحكومة و النظام ،لا للتوريث ، ونعم للتغيير ، مشهد يجعل مبارك يعيد حساباته من جديد ومصير بن علي بات شبحا وكابوسا يستفيق عليه الرئيس المصري كل يوم.

الشعب اليمني هو الاخر أكد صحوته للجميع  وخرج مطالبا بضرورة التغيير وذلك عن طريق مظاهرات احتجاجية على معاناته الاجتماعية والأمنية و حتى السياسية التي يعيش فيه الشعب اليمني .

 هذا وينتظر أن تهب رياح التغيير على باقي الشعوب العربية لتوقظهم من سباتهم الذي طال لسنوات وسنوات ، خاصة و أن الوطن العربي بات النقطة الأكثر سخونة في العالم ، كيف لا و السودان لم يخرج بعد من أزمة الصراع السياسي بإقليم لم يحسم في أمره بعد ، أو العراق الذي افتقد نهائيا لمفهوم الأمن وأصبح يستفيق يوميا على مشاهد دموية مروعة ، لبنان هي الأخرى ليست أحسن حالا ، فالمؤشرات توحي أنها على مشارف نفق مظلم  سيكون ضحيته بالدرجة الأولى الشعب اللبناني ، في الجهة الأخرى يبقى الصراع بين المغرب و الصحراء الغربية يؤزم من الوضع السياسي و الأمني بالمنطقة .

أما إذا اتينا للشأن الفلسطيني والذي يمثل القضية الجوهرية و المحورية ، فإننا سنكون على يقين تام بأن رؤوس النظام في وطننا العربي لا تختلف تماما عن بعضها ، فالوثائق السرية الخاصة بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي كشفتها الجزيرة علنا وأمام العالم اجمع ، وضعتنا أمام أعظم  معاني الخبث السياسي والخيانة من حكومة وضع فيها الشعب الفلسطيني كل ثقته وأمله بعد أن تلاشت آماله من الحكومات العربية .

إذن هذه هي حقيقة أنظمتنا العربية ، ولعله اقل جزء عرفناه عن هذه الحقيقة المرة ، ولأن زمن الرجال جمال عبد الناصر وبومدين وعرفات قد رحل ، ولأننا نعيش في زمن بن علي ومن على شاكلته ، بات لزاما علينا أن نصنع  زمن جديد ، هو زمن الشعب العربي ، الذي يجب أن يعلو صوته فوق الجميع ، ويكسر شوكة النظام  الفاسد المستبد بإرادة سياسة تنادي بالتغيير ولا سواه.


zakoo-87@hotmail.com


ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.