زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

“الأفلان” المُعْتَدَى عليه‎

“الأفلان” المُعْتَدَى عليه‎ ح.م

أبو الفضل بعجي

عناوين فرعية

  • "غياب رجل الإجماع وراء ما يحدث من سلبيات داخل الحزب العتيد"

العنوان مقتبسٌ من كتاب الدكتور محمد العربي الزبيري "جبهة التحرير الوطني المعتدى عليها" صدر له في 2014 عن دار الحكمة للنشر، دعا فيه إلى وجوب المقارنة بين جبهة التحرير الوطني وحزب جبهة التحرير الوطني، وقال إن الفرق بينهما يكمن من جهة في منظومة الأفكار المعتمدة لبناء المجتمع الجزائري وفي طريقة تجسيدها على أرض الواقع من جهة ثانية، وقد يكون كتابه ردا شافيا على من يطعنون اليوم في جبهة التحرير الوطني، وينادون بوضعها في المتحف، بسبب الصراعات بين قياداتها حول السلطة..

البعض ربطوا مسألة التعيين بقضايا أخرى تتعلق بعلاقة الجزائر بالمغرب وما يشوبها من خصومة وعداء، كون المعنى حسب تعبيرهم له علاقة مصاهرة مع المغاربة، ولا يستبعد أن يكون مغربي المولد والمنشأ…

منذ المؤتمر التاسع لم يجد حزب جبهة التحرير الوطني من يحمل على كتفيه هذا الإرث التاريخي بعد رحيل كبار رموزه من المجاهدين النزهاء، الذي ناضلوا بإخلاص من أجل بناء الدولة الجزائرية وبعثها من جديد في شكل جمهورية ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية، وإعادة توحيد شمال إفريقيا، بعد مخاض عسير عاشته أيام الثورة وفي العشرية السوداء، وكل ما تمّ كان مجرد “ترقيعات”، فتعيين أبو الفضل بعجي على رأس الأفلان أو “حزب الثورة” إن صح تسميته خلفاً لمحمد جميعي، الموجود في سجن “الحراش” منذ سبتمبر الماضي على خلفية قضايا فساد، أثار الكثير من الجدل، خاصة وأن اسمه لم يكن مألوفا لدى القاعدة النضالية ولا حتى في المكتب السياسي أو اللجنة المركزية، وهو ما سمّوه بتكريس الإنحراف من جديد والذي راحت الجبهة ضحيته، لأن الأيادي الخفية كانت لها بالمرصاد.

كانت النتيجة طبعا أن حدث الانفصال بين القيادة والقاعدة، قبل الحراك الشعبي وبعده وزاد الوضع تأزما ظهور الوباء، وإن كان هذا التعيين من شأنه أن يضع حدا لهذه الصراعات، وإعادة وضع قطار الأفالان في السكة الصحيحة وانطلاقه، إلا أنه لقي ردود فعل كثيرة وطرح عدة تساؤلات كثيرة، أولا لأن الظرف الصحي لا يسمح بعقد هكذا دورات واتخاذ قرارات في قضايا حساسة ومصيرية لها ارتباط وثيق بمستقبل البلاد، لاسيما وحزب جبهة التحرير الوطني كان القاطرة التي تقود البلاد، منذ الإستقلال إلى غاية التعددية التي قبلها مرغما، وبحكم أنه صاحب الأغلبية البرلمانية، فهو يرى (أي الأفلان) أنه من الصعب التنازل عن حق اكتسبه ومنحه صفة الشرعية، والأمر الثاني أن المعارضة داخل الحزب لم تكن راضية رغم أن الأمين العام الجديد محسوبا عليها، لا لشيء إلا لأن العملية تمت بالتزكية وليس عن طريق الصندوق (الإنتخاب)، وهذا إن دل على شيئ فإنما يدلّ على أن الدورة الإستثنائية كان مخطط لها من قبل، وهو ما تم فعلا من خلال إبعاد منافسه جمال بن حمودة، وهو الرجل المعروف على مستوى القواعد النضالية، ويشهد له نضاله وحبه للحزب وللوطن، وهو ما أثار استياء البعض الذين ربطوا مسألة التعيين بقضايا أخرى تتعلق بعلاقة الجزائر بالمغرب وما يشوبها من خصومة وعداء، كون المعنى حسب تعبيرهم له علاقة مصاهرة مع المغاربة، ولا يستبعد أن يكون مغربي المولد والمنشأ.

وقد لقيت عملية التزكية ردود فعل المتتبعين للشأن السياسي في الجزائر، وعلقوا بالقول: المراركة يتحكمون فينا؟، كل شيئ ممكن طبعا في الجزائر، بلد عاش الصراعات والإنقلابات منذ الرئيس أحمد بن بلة التي كانت له علاقة وطيدة بالملك المغربي الحسن الثاني، والذي يراجع مذكرات هذا الأخير والتي كانت بعنوان: “انبعاث أمة” في جزئها الثامن، يقف على العديد من الحقائق المثيرة والإتفاق الذي تم بينه وبين أحمد بن بلة بخصوص قضية الصحراء الغربية ومطلب الحسن الثاني بضم تندوف إليه، هو الصراع نفسه يتجدد، صراع المناصب، وليته كان صراع أفكار..

شتان بين الذين يؤمنون بجبهة التحرير التاريخية التي حققت للشعب الجزائري الحرية والإستقلال وبين المتاجرين بها من الإنتهازيين والوصوليين، الذين غذتهم الرداءة والسّلبية، ولم تكن لهم الشجاعة ليقفوا موقف المدافع عنها وحمايتها، هذه هي جبهة التحرير الوطني المُعْتَدَى عليها تبحث عن أبنائها الحقيقيين لإنقاذها.

في السياسة تتغلب القوة الجسدية على القوة الفكرية، مثلما حدث في المؤتمر التاسع والحرب التي درت بين سعيداني وبلخادم استأجرت أطراف داخل الحزب أصحاب “العضلات” المفتولة لمنع بلخادم من دخول القاعة، إذن المشكلة ليست في بعجي أو بن حمودة أو غيره ممن اختارته القيادة، فما يحدث منة سلبيات داخل الحزب العتيد سببه غياب رجل “الإجماع ” الذي يحظى بموافقة القاعدة النضالية، التي من المفروض أن تشرك في هذه المسائل ويكون لها رأي.

إذن ليس غريب على حزبٍ اعتاد إسناد المسؤوليات الأساسية في جميع الميادين لغير المناضلين أو لمناضلين لا يؤمنون بفكرة الإثراء، واستمرار الإضطراب داخل الحزب يخدمهم، كما أن بقاء الوضع على حاله في صالحهم، وهذا لا يخدم القواعد النضالية التي كانت وما تزال متعطشة لحوار صريح مباشر يفتح بينها وبين الأمين العام حول أساليب العمل النضالي داخل الحزب وكيف يمكن أن يكون ممثلا شرعيا للجماهير الشعبية، ويمكن القول أن ما حدث شبيه إلى حد ما بالمؤامرة على الحزب، بعدما اختلف الرفاق وتفرقوا، وأضحى الحزب لعبة بيد العابثين بتاريخ الجبهة، وشتان بين الذين يؤمنون بجبهة التحرير التاريخية التي حققت للشعب الجزائري الحرية والإستقلال وبين المتاجرين بها من الإنتهازيين والوصوليين، الذين غذتهم الرداءة والسّلبية، ولم تكن لهم الشجاعة ليقفوا موقف المدافع عنها وحمايتها، هذه هي جبهة التحرير الوطني المُعْتَدَى عليها تبحث عن أبنائها الحقيقيين لإنقاذها.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.