زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

الأب الجزائري.. من يتحدث عن تضحياته؟!

فيسبوك القراءة من المصدر
الأب الجزائري.. من يتحدث عن تضحياته؟! ح.م

جميعًا ندرك تضحيات الأمهات، لكن من يتحدث عن تضحيات الآباء؟ ومن يهتم بها أصلاً؟

مع مرور السنوات يتحول الأب الجزائري إلى آلة لتحقيق الرغبات الجماعية، يعمل ويكد ويشتغل في بيئات سامة ويزيد من ساعات العمل وينوع مصادر الدخل، لا ليتمتع ولا ليسافر ولا ليلبس، فقط ليحقق متطلبات أبنائه وأسرته؛ مع تدني القدرة الشرائية وغلاء الأسعار الذي يقابله كثرة الخيارات التجارية وتضاعف عدد مراكز التسوق ومرض المقارنات الاجتماعية تزداد المهمة صعوبة عامًا بعد عام.

جميعًا ندرك تضحيات الأمهات، لكن من يتحدث عن تضحيات الآباء؟ ومن يهتم بها أصلاً؟ لذا، أيها الأبناء والزوجات، قليل من التقدير لجهود الآباء، قللوا من متطلباتكم وتفهموا خصوصا في هذه الفترات من الموسم..

مع مرور الوقت يدخل الأب في مرحلة من الصمت الطويل؛ يصبح قليل الكلام والتواصل، لقد صار مجرد رجل آلي، مبرمجٌ فقط على عائلته وعمله…

لا يهتم بمظهره فالمهم أن يلبس الأبناء، يفقد الإحساس تدريجيا بكل ما حوله، يحترق في صمت، بلا هوايات تسعفه، ولا رياضة تُنفّس عن همومه، ولا ملاذ يفرغ فيه ضغوط وأعباء الحياة التي تثقل كاهله ولا يشعر بها أحد..

لذا يموت الناس فجأة، لأنهم لم يعيشوا أبدًا، ولأنهم أيضا كانوا في حالة طوارئ دائمة من الداخل دون أن يعرف أحد شيئا، قلق وتوتر وكبت وضغط وركض متواصل في مضمار الحياة التي تزداد صعوبة وقساوة على الفقراء.

@ طالع أيضا: معجزة ضوء الفجر الأزرق!

أتذكر قبل سنوات، أن سيدة دخلت محل صديقي وكنت برفقته، وضعت أكياسها على الأرض كانت متعرقة تلهث، طلبت قارورة ماء شربت ثم قالت بنبرة من الحسرة والأسى “اللي غاضني ما كانش يشكي” ولم تزد أكثر من هذه الجملة غير المفهومة، قبل أن تحمل أغراضها وتغادر.

شرح لي صديقي القصة، قال إنها زوجة أحد أقربائه وكانت ممرضة ثم توقفت عن العمل بعد زواجها، عاشت مع زوجها بضع سنوات قبل أن يرحل في بداية الأربعينات بسكتة قلبية، لتعود بعدها بوقت قصير إلى الخروج إلى الحياة وتحمل المسؤولية التي كان يلعبها..

أتذكر دائما تلك السيدة التي تألمت لرحيل زوجها المباغت، لعلها شعرت أخيرًا بما كان يحس به حين يعود محملا بالأكياس دون أن يهتم أحد فهذا دوره…

أتذكر دائما تلك السيدة التي تألمت لرحيل زوجها المباغت، لعلها شعرت أخيرًا بما كان يحس به حين يعود محملا بالأكياس دون أن يهتم أحد فهذا دوره، لعلها كانت تتمنى لو كان يُحدثها عما يعتريه وينفّس عن خواطره كي لا يرحل بغتة دون أن يقول شيئا، لعلها شعرت بالتقدير لجهوده وإن تأخر الأمر.

جميعًا ندرك تضحيات الأمهات، لكن من يتحدث عن تضحيات الآباء؟ ومن يهتم بها أصلاً؟ لذا، أيها الأبناء والزوجات، قليل من التقدير لجهود الآباء، قللوا من متطلباتكم وتفهموا خصوصا في هذه الفترات من الموسم..

أتكلم في المنشور عن الآباء الحقيقين من الرجال المسؤولين وجزى الله والدينا عنا خير الجزاء، وأعان الآباء على تحمل هذه المسؤوليات…

@ طالع أيضا: حديث عن الأرزاق في قاعة انتظار عند طبيب

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.