زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

اشكون احنا؟! عندما يكره الجزائري نفسه

الحياة القراءة من المصدر
اشكون احنا؟! عندما يكره الجزائري نفسه ح.م

كان يكفي أن ينهزم الفريق الوطني في كرة القدم في منافسات الكان أمام تونس حتى يغزو وسائل الإتصال الاجتماعي، شعار "اشكون احنا" بشكل حاد وعنيف وساخط في تقريع الذات الجماعية، ووصفها بأشنع الأوصاف وأحقرها، كاشفا على اعتراف الجزائريين بأنهم لم يعودوا شيئا يذكر أمام الآخرين.

وبالطبع لم يكن مثل هذا الشعور بسبب الهزيمة الكروبة لوحدها، بل سرّعت هذه الهزيمة من انبعاث هذا الإحساس العام الذي يعبر ليس فقط عن حالة إحباط جماعية، أفرزتها انعكاسات الأمة الإقتصادية والخيبات المتكررة في الخروج من المأزق العام الذي ازداد تجذرا وأمدا، وبات التغيير شبه غائب إن لم نقل مستحيل التحقق برغم الوعود التي غازل بها السياسيون الجزائريين منذ عقود، فلا الإسلام السياسي حقق الأمل، ولا الإنتصار العسكري على الإرهاب، ولا المصالحة الوطنية أعادت الرخاء والهناء للناس، ولا تجنب ربيع الثورات منح للجزائريين السعادة العامة والفردية المرجوة، وهم الذين قيل لهم بأنهم من خيرة الشعوب وأروعها، وأقدرها على تحقيق المعجزة الوطنية على الأرض، إلا أنهم لم بحيث الانحطاط في السياسة، والإخفاق في تحقيق مشاريع التنمية والصدمة في القادة والخيبة في الرجال والسياسات التي انتظروا منها الكثير، وكانت آخر قلاع الأمل هي كرة القدم التي لم تشكل الاستثناء داخل هذه الخريطة الموبوؤة بالفشل والفساد، ليكشفون حقيقتهم المرة، وهي حقيقة جارحة، عارية وفي غاية القسوة، أصابتهم بحالة التشكيك في الذات وفي قدرتها على تحقيق أي شيئ.

ويذكرنا هذا الشعور بنفس الإحساس الذي اعترى العرب بعد هزيمة جوان 67 أمام اسرائيل، حيث جرّدهم من ثقتهم بنفسهم بعد أن كانوا ممتلئين حد النشوة بشعور العظمة الوطنية والقومية، ويؤشر ذلك أننا أمام حالتين لا تبشىران بخير، الأولى سيادة اللامبالاة والإنطواء على الذات، وانتشار المزيد من السلبية والاستسلام لنوع من القدرية القاتلة، أو أننا على عتبة غضب عاصف، معقد، ويصعب التحكم في وجهته، مساره ومآلاته.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

1 تعليق

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

  • تعليق 6204

    عبد الرحمن – سطيف

    شكرا يا سيادة الكاتب على هذا المقال الرائع و الجريء الذي وصف حالة المواطن الجزائري و أنا واحد منهم ، مصاب بإحباط رهيب لا يعلمه إلا الله. فأينما تول وجهك في الجزائر تواجهك الخيبات تلو الخيبات ، حيث لا تجد شيئا واحدا يبعث فيك الأمل و الر جاء ، بل كل شيء يبعث على الإحباط و اليأس و القنوط. فكل هذا الخراب النفسي الذي أصابنا في مقاتلنا سببه الفساد ثم الفساد ثم الفساد ، الذي عمّ و طمّ وبلغ عنان السموات السبع، بل قد يكون تجاوزها. فالفساد صار يلفنا من أم رؤوسنا إلى أخمص أقدامنا. فالفساد صار قاعدة ثابتة راسخة رسوخ الجبال الراسيات ، و ما دون ذلك استثناء لا قيمة له. فالفساد قد جردنا من جميع الأخلاق الفاضلة وجعلنا عراة أدنى من كل الكائنات الأخرى. فحن ذاهبون إلى حتفنا رغم أنوفنا بكل اعتزاز و فخر و انتشاء وعزم وحزم . فالله نسأل أن ينقذنا من نفوسنا الأمارة بالسوء ومن السفهاء الذين أوصلونا إلى هذا الوضع الرهيب الغير الإنساني و الغير البشري. و السلام على كل ذي لب و عقل و ضمير.

    • 1

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.