سرعان ما انتقلت الاحتجاجات من الولايات المتحدة الأمريكية إلى باقي دول العالم رغم الحظر المفروض بسبب الحجر الصحي تبعا لتنفشي فيروس كوفيد-19 المستجد، وقد شهدت العواصم الكبرى مظاهرات ووقفات تنديد ضد سياسة التمييز العنصري والعنف الذي راح ضحيته مواطن أمريكي من أصول إفريقية.
خرج مئات الآلاف من المتظاهرين عبر مختلف بلدان العالم جاثين على ركبة واحدة تقليدا للطريقة المأساوية التي أودت بحياة جورج فلويد، رافعين شعارات مناهضة للعنصرية ودعما للاحتجاجات الأمريكية التي دخلت أسبوعها الثاني رغم تهديدات ترامب الرئيس الأمريكي.
مظاهرات في لندن
خرج المئات من المواطنين في بريطانيا تضامنا مع المحتجين داخل الولايات المتحدة، وشغلوا ميدان وسط المدينة لندن مرددين هتافات ضد العنصرية منها ” لاعدالة..لاسلام”، وانتقلوا بعدها إلى مبنى مقر البرلمان للمضي إلى السفارة الأمريكية.
المطالبة بالقصاص من برلين
نظم مواطنون ألمان مسيرة بجوار السفارة الأمريكية في برلين وقد حملوا لافتات مناهضة للتحيز الأمريكي، منها “حياة السود تهمنا”، وطالبوا بتحقيق العدالة لجورج فلويد والقصاص العادل لمرتكبي الجريمة.
تظاهرات في بروكسل وقوات الأمن تطوقها
يوم الإثنين 1 جوان 2020 كان انطلاق تظاهرات أمام المسرحي الملكي ببروكسل ميزتها اللافتات التي تحمل برفايل جورج فلويد واسمه من غير هتافات، ولكن سرعان ما انتشر جنود الحرس الوطني لتطويق المكان وإعاقة حركة المتظاهرين خاصة بعد توقيف خط سير النقل الجماعي.
كندا تنظم للاحتجاج
نزل الآلاف من الأشخاص إلى شوارع مونتريال مرددين عبارة ” لا أستطيع التنفس” وهي الكلمات الأخيرة التي تلفظ بها جورج لدى اعتقاله، وتجمع المحتجون أمام مركز شرطة المدينة منددين بالعنف الذي تمارسه قوات الأمن ضد المواطنين، كما دعوا لتحقيق العدالة، وقد حدث صدام مع عناصر الشرطة بعد رشقهم بالحجارة وكان الرد برش الفلفل الحار والغازات المسيلة للدموع.
فوضى عارمة في باريس
وكما امتازت الاحتجاجات الفرنسية السابقة بالفوضى والعنف، كانت احتجاجات يوم الأربعاء 03 جوان 2020 مماثلة، حيث خرج آلاف الأشخاص في باريس متحدين الشرطة للاحتجاج على الظلم العنصري والعنف في حادثة الفرنسي الأسود أداما تراوري البالغ من العمر 24 سنة والذي توفي في حجز الشرطة عام 2016بعد أن تم تثبيته على الأرض من قبل ثلاثة ضباط أثناء اعتقاله، في حين برأ التقرير الطبي للتحقيق في الوفاة الشرطة وزعم الخبراء أنه توفي نتيجة لظروف صحية أساسية، وبالمقابل قدمت عائلة الضحية تقريرا يفيد أن الموت ناجم عن طريقة إلقاء القبض على ابنها.
وقد أطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع في وقت مبكر لكن ذلك أجج الوضع ليخرج عن السيطرة، واستمرت الاحتجاجات العنيفة لساعات متأخرة من الليل حيث أضرمت النيران بعد تراشق بالحجارة والزجاجات الحارقة لتعم الفوضى شوارع باريس.
واحتجاجات في باقي دول العالم
شهدت نيوزيلندا تنظيم مظاهرات عارمة انطلقت من مبنى البرلمان إلى السفارة الأميركية بالعاصمة ويلنغتون حيث توقف المحتجون للتنديد بالتمييز مؤكدين أنه لا ينحصر في شخص جورج فلويد بل يطالهم أيضا، وطالبوا بالعدل والمساواة ومنح الحقوق للسود مثلهم مثل نظرائهم من البيض في الولايات المتحدة، كما تجمع متظاهرون وسط مدينة أوكلاند شمال البلاد وتوجهوا إلى القنصلية الأميركية العامة.
وانتقلت الاحتجاجات إلى أمستردام رفضا للقتل التعسفي لذوي البشرة المختلفة واستنكارا لعنف الشرطة، وكان التجمع في ساحة “دام” الشهيرة بالعاصمة الهولندية.
يبدو أن أزمة مقتل جورج فلويد قد تخطت أزمة كورونا وعلى العالم إيجاد حل لعنصرية أمريكا وغيرها من السياسات الظالمة التي كثيرا ما لاقت مباركة حكومات العالمية، فمتى سيكون الانفراج يا ترى؟ لم يبق سوى الترقب…لم ينته الحديث فللحدث بقية.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.