عندما تحدث عنها الرئيس الأمريكي بارك أوباما قال أمام كل الأمريكيين إن ابتهاج ستذهب إلى أولمبياد ريو دي جانيرو كأول أمريكية مسلمة ترتدي الحجاب، وخاطبها تحت تصفيقات الجمهور الحاضر في حفل استقبال بالبيت الأبيض، مؤخراً "ابتهاج؛ إيتينا بالذهب من ريو".
وابتهاج محمد هي مسلمة من السود ولدت في نيوجيرسي في ديسمبر من عام 1985، أقحمتها والدتها السيدة دينيس في الرياضة في إحدى الجمعيات لرياضة للمبارزة في مرآب في الحي، وهي صغيرة لم تتجاوز الثانية عشر عاما، بهدف الانخراط والاندماج كمسلمة سوداء، ومن أجل (العبور للمجتمع خاصة إن كنت أقلية وطنية أو دينية ) حسب ما قالت السيدة دينيس.
أصبحت ابتهاج، اليوم، ومنذ 2010، صورة وصوتا ناجحين للإسلام والمسلمين في أمريكا، فهي تمثل الإسلام المندمج والناجح بكل المقاييس.. ابتهاج هي متطوعة في عدة جمعيات وتشارك في المساجد والمراكز المسلمة والجامعات والمدارس، تنشر ثقافة العمل والرياضة والعلم والأخلاق في بلد يفتح الفرص للجميع لمن يحسّن اقتناصها
ولكن ابتهاج لم تحب المبارزة لأن المدرب كان يلمس أيديها ليوجهها ويوجه حركات جسدها الصغير، رفضت ابتهاج المواصلة، “كطفل مسلم كان غريبا أن يصلح المدرب جسدي ويلمس يداي ويوجهني للتموقع، كان الأمر غير مريح”، قالت ابتهاج.
وفي الثانوية حاولت ابتهاج مرة أخرى، وهذه المرة أحبت اللعبة وبدا حلمها الكبير، حيث تحصلت على منحة جامعية للدراسة في جامعة “دوك” الشهيرة، وتخرجت بشهادتين في العلاقات الدولية والدراسات الإفريقية بتفوق في كليهما، وانطلقت النجاحات تلي النجاحات، لتصبح ثلاث مرات بطلة قومية وتدخل في نادي الأبطال الرياضيين الأمريكيين المسلمين كمحمد علي كلاي وكريم عبدالجبار وغيرهم..
ابتهاج: خمار.. وسيف وسفيرة دين
ح.مzoom
ابتهاج أو “أبتي” كما يلقبها الأمريكان اختصارا، كان ينقصها نقطة واحدة للوصول إلى أولمبياد لندن 2012 ولكنها تمكنت اليوم من تحقيق حلم التواجد في أولمبياد “ريو”، بفضل اجتهادها وتدريباتها المتواصلة، حيث يتحدث عنها زملاؤها في الفريق الوطني الأمريكي للمبارزة قائلين إنها تعمل بجد متواصل دون أي توقف ما جعلها – وبعد أن كانت في المرتبة الخامسة والعشرين عالميا- تحقق الصعود إلى المرتبة الثامنة عالميا، كما سبق وان فازت، وهي عضو في الفريق القومي الأمريكي للمبارزة، بالذهب في البطولة العالمية سنة 2014.
طلب منها أحد ممثلي منظمة “جنوب في جنوب غرب” أن تنزع خمارها ليأخذ لها صورة لاستخراج الشارة فرفضت وقالت “هذا الخمار هو لأسباب دينية لن أنزعه لأي سبب”، فنشرت رأيها في مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت ضجة دافع عن موقفها أغلب الأمريكيين حتى الرئيس أوباما، وقد اعتذرت المنظمة واعتبرت أن العامل أساء وطرد نهائيا من العمل
ومع توالي نجاحات ابتهاج وبروزها كأول مبارزة أمريكية بالحجاب، أصبحت “أبتي” أكثر الوجوه إلهاما، حسب تصنيف المجلات الأمريكية، كما أصبحت ممثلة لعدة علامات وجمعيات ومنظمات، وعينتها وزارة الخارجية الأمريكية سفيرة للرياضة في العالم، حيث زارت ابتهاج مرات دولا لتشجيع الفتيات في الرياضة والتربية.
وتتحدث أمها دينيس عنها فتقول “ابتهاج لا تشبه الصورة النمطية التي يحملها البعض عن المسلمة كامرأة مستضعفة ومطيعة وصامتة، ابتهاج تعبر عن رأيها، لها رأيها.. لها صوت عال عندما ترى أي ظلم ،هي واثقة”.
وقد عبرت منذ شهور بصوت عال عندما طلب منها أحد ممثلي منظمة “جنوب في جنوب غرب” أن تنزع خمارها ليأخذ لها صورة لاستخراج الشارة فرفضت وقالت “هذا الخمار هو لأسباب دينية لن أنزعه لأي سبب”، فنشرت رأيها في مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت ضجة دافع عن موقفها أغلب الأمريكيين حتى الرئيس أوباما، وقد اعتذرت المنظمة واعتبرت أن العامل أساء وطرد نهائيا من العمل في المنظمة لأنه – حسب رئاسة المنظمة – انتهك مبادئ المنظمة التي تحترم كل أشكال التدين.
ابتهاج صوت وصورة المسلمات الأمريكيات
ح.مzoom
أصبحت ابتهاج، اليوم، ومنذ 2010، صورة وصوتا ناجحين للإسلام والمسلمين في أمريكا، فهي تمثل الإسلام المندمج والناجح بكل المقاييس.. ابتهاج هي متطوعة في عدة جمعيات وتشارك في المساجد والمراكز المسلمة والجامعات والمدارس، تنشر ثقافة العمل والرياضة والعلم والأخلاق في بلد يفتح الفرص للجميع لمن يحسّن اقتناصها.
المبارزة ابتهاج هي صاحبة خط إنتاج للباس الموجه للمسلمات “لم أجد ملابس تليق بي كمسلمة نشيطة وعاملة، فالحجاب لا يعني عدم الاهتمام بالجمال”، قالت ابتهاج، وحسب ما لاحظته على خط اللباس الذي أعطت له ابتهاج اسم جدتها Louella فهو لباس بسيط وجميل وليس باهظا، يساعد الأمريكية المسلمة العاملة على الحفاظ على هويتها والاندماج السلس في المجتمع، وقد استعانت ابتهاج بأخيها لتسيير المصنع الذي تعمل فيه نساء مطلقات من كل الاثنيات.
ابتهاج لم تحب المبارزة لأن المدرب كان يلمس أيديها ليوجهها ويوجه حركات جسدها الصغير، رفضت ابتهاج المواصلة، “كطفل مسلم كان غريبا أن يصلح المدرب جسدي ويلمس يداي ويوجهني للتموقع، كان الأمر غير مريح”، قالت ابتهاج
وبفضل نشاطها وصورتها المتحضرة التي قدمتها عن المسلمين في أمريكا، أصبحت ابتهاج أكثر الوجوه حضورا في الإعلام، كما أصبحت وجها إشهاريا لفيزا VISA ونايك NIKE وغيرهما في السنة نفسها التي طلب فيها المترشح المتعصب دونالد ترامب منع المسلمين من دخول أمريكا.
ابتهاج ركبت مؤخراً الطائرة رفقة الفريق الأمريكي الرياضي متوجهة إلى أولمبياد ريو وهي تفكر في مشاركتها يوم الثامن من أوت في أول مبارزة لأمريكية مسلمة، تبارز بالسيف والخمار وبشرة سوداء لتجمع بين الأمريكيين السود والمسلمين من كل الخلفيات.. ابتهاج.. أتمنى فعلا لك الذهب.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.