سبق وأن حذرت مرارا في مقالات سابقة لي أيام الحراك الجزائري، من النموذج السوداني في انتهاج المراحل الانتقالية التي كان يصر عليها طيف واسع من الحراكيين دون إدراك لخطورة تلك الخطوة..
وها هي اليوم شوارع الخرطوم وحول المؤسسات الرسمية والحيوية وباقي المدن السودانية مثل شمال دارفور ومدينة مروي وغيرهما، تستيقظ كلها على وقع حرب حقيقية بين قوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وقوات التدخل السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، نائب رئيس مجلس السيادة..
لتؤكد ما حذرنا منه سابقا، من أن المرحلة الانتقالية التي اعتمدها السودانيون بعد حراكهم الشعبي الذي أطاح بحكم الرئيس السابق عمر البشير، لن تكون في دول مثل دولنا، سوى مقدمة لحدوث الحرب الأهلية، وانهيار الدولة بشكل كامل، ذلك أنه وبعد التطاحن الذي عرفه الجسم المدني في السودان من أجل السلطة، جاء اليوم الدور على تفكيك الجسم العسكري، وضرب العمود الفقري للدولة من خلال تفكيك الجيش.
الفايدة: أن السودان الشقيق راح ضحية لأصوات المعارضة المعتوهة التي تشبه معارضة الجزائر، حين اعتقدت أن المرحلة الانتقالية التي ستشارك فيها مختلف القوى المدنية والعسكرية لحل الأزمة السياسية بالبلاد كفيلة بإخراج البلاد إلى بر الأمان وإحلال الديمقراطية في بلد مليء بالتناقضات والصراعات الإثنية والدينية والمناطقية وتعارض المصالح، فكانت النتيجة كما توقعنا، لا ديمقراطية حصل عليها السودان، ولا استقرار يضمن بقاء الدولة.
والحاصول: لقد نجت الجزائر من هذا السيناريو الأسود، الذي كان يستهدف بشكل واضح ضرب المؤسسة العسكرية الجزائرية باعتبارها العمود الفقري للدولة، بفضل القرارات الحكيمة للذهاب نحو الانتخابات الرئاسية، وبالتالي التخلص من “لعب الذر” الذي أراد أصحابه إدخال البلاد في حيط، يشبه تماما الحيط الذي دخل فيه السودان اليوم.
@ المصدر: الإخبارية
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 8571
دعاة المرحلة الانتقالية في الجزائر هم من أمثال الشمامجي حفيظ دراجي و السوسة المدسوسة من أبناء بيحار الدشراويين عملاء فرنسا العجوز العاهرة.. لكن مول المكحلة الشيخ القايد صالح رحمه الله تعالى برحمته الواسعة التى وسعت كل شيء.. بال عليهم و ربي اخذ أمانته..
للجزائر رب يحميها .. فهي محروسة بعين الله التي لا تنام .