عناوين فرعية
-
إعلام ينقرض.. كان يسارع في "قمير" يخشى أن تصيبه دائرة.. فأصابته الدائرة ولم تنفعه "قمير"!
دون أن أسمّي.. الإعلام الذي يتربى فكريا وثقافيا واقتصاديا في حجر "السيّد"، لا شكّ أنه سيسعى - مجبورا ومتطوّعا - لخدمة وليّ النعمة الذي يعزف له دوما نغمة الرقص..
سيسعى إلى ذلك حتى ولو كانت المعطيات عكس المقال والمقام، وحتى لو جرت الرياح عكس السفن، فسيجريها هو مع السفن.. لا لأمر سوى لأنها رغبات السيد قبل طلباته، بل إن ذلك الإعلام سيرشد السيد إلى المداخل التي يحدث منها الاختراق..
هؤلاء يشبهون كثيرا الذين عناهم القرآن الكريم “فترى الدين في قلوبهم يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة، عليهم دائرة السوء”.. مع اختلاف السياق فقط، ولكن النفوس هي هي في الحالتين رغم تطاول الزمان والمكان والمقام، وتلك الحكمة من مضارب الأمثال في الكتاب العزيز الخالد.. لعلكم تعقلون.. تفقهون.. تتفكرون..
الشّعرة بين “قمير” (*) وبلد الشهداء باتت مشدودة جدا إلى الحد الذي لا سابق له، ولا أقول إلى الحد الذي ستتقطع، لأنني لست من دعاته..
وبقدر ما تحاول “قمير” إرخاء تلكم الشعرة يشدّها بلد الشهداء، لكن ثمّة من يقفز فوق الشعرة ليضع بعض الزيت عليها ليُليِّنها..
هؤلاء الخدم يفعلون ذلك لأن في بطونهم سحت قمير وفي قلوبهم عشقها وفي عقولهم فكرها وثقافتها وفي أنوفهم عطورها وعلى أجسادهم ملابسها وموضتها ولسانهم لسانها مغموس في لغتها.. فقط أسماؤهم محمد وعباس وبوعلام ومقران..
@ طالع أيضا: بين تعميم العربية وتعويم الإنجليزية.. “قمير” وحراس معابدها
@ طالع أيضا: عبثا تحاول “قمير” خداعنا في ذكرى سُلطان شهدائنا!
هؤلاء يخشون السيد.. يخشون غضبه.. يخشون على مصالحهم.. يخشون غياب صفحة إعلانات من السفارة وأذرعها.. يخشون أن يُحرموا التأشيرة السنوية للحج إلى جادة الشانزيليزي واحتساء كأس حمراء أو بيضاء هناك في “مخمرة قوس النصر” و”مخمرة برج إيفل”..
للإعلام حرية قراءة المشهد السياسي وغيره من المشاهد، لكن أن تصب القراءة في حجر السيد فحينها ما أبعد القراءة عن الحرية ولو ادّعى المتلبّسون بلبوس الديمقراطية ذاك..
حينها سندخل عالم التدليس والتضليل وليّ أعناق الرسائل والأحداث والتصريحات على مرأى ومسمع الكرة الأرضية..
سندخل عالم خداع الشعب، ولكن الحمد كل الحمد أن وُريْقات هؤلاء تتضاءل وهي إلى انكماش لأن المقروئية لم تعد فرنسية.. جيلٌ ما يغادر المشهد وسيغادر معه نفوذ هؤلاء وتمددهم..
اضرب بطرفك في سوابق هؤلاء فسترى مسيرة موشّحة بالعمالة الإعلامية.. ولا أعتقد أن هؤلاء يعرفون أو يفقهون كيف جازى نابليون عملاء ساعدوه على احتلال مصر..
إن وصاية المستعمِر على المستعمَر ليست سياسية فقط، لا.. إنها إعلامية كما أنها اقتصادية وثقافية ولغوية وتاريخية.. لكن أشرسها هو الإعلام لأنه حصان طروادة المُزيّن الذي يحدث به الاختراق ويأتي في أحشائه بِموبقات قمير كلها إلى البلد.. موبقات سياسية واقتصادية وثقافية وكل ما تشم فيه ريح العجوز النجسة الشمطاء قمير..
(*) قمير: هي فرنسا، التي سماها مجاهدونا لمزًا وغمزا وإهانة “قمير” والتي تعني العجوز الشمطاء الشريرة.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.