رغم العملية الذكية والناجحة التي نفذتها "اسرائيل" ضد "حزب الله" بتفجير أجهزة البيجر والاتصال اللاسلكي مازلت مصرا على أن عملية طوفان الأقصى قد فضحت كيان الاحتلال الذي تستقوي به بعض دول المنطقة لحمايتها من عدو متوهم بكونه نمر من ورق محتاج هو ذاته لمن يحميه من شعب محاصر وأعزل..
حيث استطاع المقاومون أن يذلوا وحدات النخبة فيه وسارع لطلب النجدة من صانعيه ورعاته الغربيين. وهو ما سبب تراجعا في صورته وتضررا لسمعته بكونه يملك أقوى جيش ومخابرات في المنطقة.
لذلك تعيش “اسرائيل” كابوسا حقيقيا في الداخل والخارج وهو ما يفسر سعي نتانياهو المأزوم إلى تحقيق انجاز ما يعيد له ولكيانه بعض الاعتبار..
فجاءت عملية تفجير أجهزة البيجر والاتصال اللاسلكي من أجل ترميم صورة “اسرائيل” أولا وإعادة بناء شعبيته المتآكلة ثانيا، لكنه ومن حيث لا يشعر زاد في تعقيد الوضع أكثر والذي قد يتطور نحو حرب استنزاف طويلة مع “حزب الله” المتمرس والمستعد لهذا النوع من الحروب.
باختصار شديد نعم عملية تفجير البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي نوعية وذكية لكنها ليست محددة لمسار الصراع، و”اسرائيل” ليست إلها يقرر ما يشاء وكيفما شاء ووقت ما شاء وفقا لقاعدة “كن فيكون”، ولكنها كيان أوهن من بيت العنكبوت استثمرت في عجزنا وضعفنا وتخلفنا لإيهامنا بأنها كذلك وفقط.
@ طالع أيضا: نحو حرب كونية جديدة؟!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.