بسم الله الرحمن الرحيم
...
أكتب هذه الكلمات بعد عودتى من أداء فريضة الحج لهذا العام 1431 أسأل الله عز وجل ألا يحرمنا من المتابعة بين الحج والعمرة
ولكن ما شاهدته فى الحج هذا العام جعلنى أقف وأتسائل ما هى الفائدة المرجوة من هذا الأجتماع السنوى الكبير بحق ؟
أن عدد الحجاج مجتمعين فى كل عام لهو مشهد أعتقد أنه لا يوجد مشهد مثله فى أى مكان من العالم فقد يجتمع عدة ملايين فى نفس الوقت لأداء نفس المناسك والشعائر فى نفس المكان من كل عام ولكن الذى ألمنى هذا العام ما رأيته من الشجار والأشتباك بين الحجاج الذى وصل فى بعض الأحيان الى الأشتباك بالأيدى !
نعم اشتباك بالأيدى بين حجاج قد يكونوا قد جاؤا من أقصى بلاد الأرض ودفعوا الغالى والنفيس من أجل أداء هذه الفريضة العظيمة ثم بعد ذلك نجدهم قد يفعلون ما يؤدى بهم فى النهاية الى ضياع هذا الأجر العظيم أو نقصانه على الأقل فالله تبارك وتعالى أمرنا بألا نتجادل بالكلام فقط فما بالك بمن اشتبك بالأيدى ؟!!
هذا الذى حدث وشاهدته جعلنى أقف وأفكر ماالفائدة من هذا الأجتماع السنوى العظيم كل عام وأتسائل أين الخلل ؟
بل وما الفائدة من كل اجتماع يجتمع فيه المسلمون مع بعضهم البعض ؟
لقد فرض الله عز وجل لنا خمس اجتماعات يومية وهى الصلوات الخمس واجتماع اسبوعى وهو صلاة الجمعة واجتماع سنوى وهو فريضة الحج .
فما الفائدة من كل هذه الأجتماعات ألا التعارف بين المسلمين بعضهم البعض وأذابة الفروق اللغوية والعرقية عن بعضهم والتودد والتحبب الى بعضهم وتقوية روابط الأخوة الأسلامية قبل كل شىء حتى يصير للمسلمون هيبة وعزة وقوة بين الدول والشعوب .
ولكن السؤال الأن هل استغل المسلمون هذه الأجتماعات الأستغلال الأمثل وهل فعلوا ما يوجبه عليهم دينهم من التعارف والتألف مصداقا لقول الله عز وجل “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”
هل استفاد المسلمون من هذه الأجتماعات أم جعلوها مجرد شعائر جوفاء يؤدونها بلا روية وبلا أدراك للمقصد من وراء هذه الشعائر ؟
هذا جعلنى أقف وأتسائل أين الخلل؟
حقيقة عند المقارنة بين سلوكيات المسلمين وبين تعاليم دينهم نجد خللا عظيما جدا وبون شاسع وانفصام كبير ما بين الفكر والسلوك الأسلامى فالدين الأسلامى الحنيف لم يأمر أتباعه الا بكل خير وبكل فضيلة وينهاهم عن كل رذيلة فالله عزوجل يقول “ادفع بالتى هى أحسن” ويقول أيضا “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ” والكثير من الأيات والأحاديث التى تدعو الى العفو والصفح حتى لو تعرضنا للأذى من غيرنا ولكن ماسبب هذا الأنفصام الرهيب مابين الفكر والسلوك المسلم فى كثير بل فى غالب الأحيان ؟ فأين الخلل؟
من واقع تجربة شخصية لى عملت فترة فى أحدى الشركات الأوروبية وكان معنا فى سكن العمل أوروبيون يسكنون معنا فى نفس المكان والمذهل بحق أنك تجد أن هؤلاء الأوروبيون يعملون بتعاليم ديننا الأسلامى الحنيف مع أنهم على غير الملة فلا تجد عندهم كذبا ولا غشا ولا خداعا وتجد عندهم سعة الصدر ورحابته التى أمر بها الأسلام وهذا فى الغالب طبعا ودون أن أخوض فى تفاصيل الفروق فى التعامل مع هؤلاء الغير مسلمين أصلا أعود واتسائل أين الخلل؟
فالذى ذهب الى الغرب وعاش هناك فترة يعلم صدق ما أقول ويشعر به واقعا ملموسا ليس تنظيرا أو كلاما فقط فياترى أين الخلل عند المسلمين ؟
هل هو فى التربية أم فى القدوة أم فى الظروف المحيطة ؟
أتمنى أن نجد جوابا من الباحثين والمفكرين وأهل الخبرة والرأى وتقديم حلول لإصلاح ما تلف من الحضارة الأسلامية والعودة بها الى سابق عهدها وقوتها ورقيها .
memo.sef@gmail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 1271
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية منى إلى المسلمين فى الجزائر الحبيبة، وبعد
لقد كنت صادقا أخى الحبيب فيما حدث فى الحج هذا العام، فلقد أنعم الله على بالحج هذا العام ورأيت تقريبا كا ما قد تفضلت بكتابته،
بالنسبه لى ، سوف اتكلم عن الجوانب الحسنه التى رأيتها فى الحج هذا العام
فالبداية أنا مصرى وكنا نسير وأصدقائى يوم عرفة ورأينا رجال فى أعمار اجدادنا فبدأنا بمساعدتهم على المسير وحمل بعض الأثقال عنهم وبالحديث معهم عرفت انهم من بلدنا الحبيبه الجزائر ، فرحت كثيرا للإجتماع والمشى معهم وودت أن تكون كاميرات الإعلام لتنقل للعالم أجمع أن المسلمين أخوه خاصة ولو كانو عرب ، فالشعب المصرى والجزائرى قضاياهم واحدة وأملنا واحد وهو نصرة الإسلام والمسلمين فى كل بقاع الأرض وخاصة الأقصى الأسير من براثن اليهود الغاصبين.
لن اطيل الحديث عليكم ،
وادعو الله العظيم رب العرش الكريم أن يقر أعيننا بنصرة الإسلام والمسلمين ويؤلف بين قلوبنا ويصلح ذات بينا إنه نعم المولى ونعم النصير وهو على مايشاء قدير والحمد لله رب العالمين
تعليق 1291
الخلل هو فى عدم التزام المسلمين بمنهج الأسلام الذى أنزله رب العباد