زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

أمرية رئاسية لتدريس العلوم الإسلامية في مراحل التعليم؟

أمرية رئاسية لتدريس العلوم الإسلامية في مراحل التعليم؟ ح.م

هل سيفعلها الرئيس عبد المجيد تبون؟

كتبنا مادة هذا المقال الأولى في الزمن {الغبريطي}، لكن شعبة الفنون الثانوية، حركتنا مجددا لطرحه مع ما يخدم الغرض الذي كتب له في إبانه، ولم تنل منه العلوم الإسلامية حقها المشروع دستورا وتاريخا وإرادة شعبية عظمى، ترفدها مستجدات المسخ الذي لم يسبق للبشرية أن عرفته، ثم الاهتزازت العالمية الدافقة بحمم تربة العالم الجديد بمعاييره وقيمه وتدافعه ومغالباته.

ووراء ذلك كله ما يتراىء خلف حُجب الغيب من سَوْقِ البشرية نحو الفطرة التي فطر الله الناس عليها، بلهب جحيم الشهوات والمادية الطاغية التي تكاد تفقد الإنسان إنسانية في بيته الكبير {الأرض}.

فما العمل؟ هل نمضى في التذكير بأهمية هذه الموادوفي مقدمتها التربية الإسلامية والعلوم الإسلامية، ومركزيتها في بناء الوطنية، والوطن، والمواطن المرغوب ؟ وإذا كنا سننفق جهودا طائلة في بيان وشرح هذه البدهيات، فمن المستهدف بها يا ترى؟ أهو المواطن الذي يعرف هذه الحقائق ويشعر بها؟ أهي الجهات المسؤولة على إدارة الشأن التربوي في أعلى مستوياته؟ فهي تدرك ما تفعل؟ أو ربما ما تُغلب عليه ؟ ورجل التربية الذي يدرك الحقيقة بصورة جيدة وواضحة؟

أما البرلمان الجديد الذي توارت فيه المشكلة الأيديولوجية إلى حد لم تعد بارزة في توجيه القضايا، فلنا أن نخاطبه بمقتضى شخصية الشعب الوطنية في أبعادها الدينية واللغوية والاجتماعية، فيتحمل مسؤولياته وفقا لهذا بالدفع نحو حلّ جذري للمسألة إنقاذا لها من التلاعب المنتظر كلّما واتت ظروف مناسبة للعبث والعربدة في دين الأمة ولسانها وتاريخها.

ينبغي تعرف المخلصين والوطنيين على بعضهم بعضا في كل المستويات والهيئات الوطنية الرسمية والسياسية والحزبية والتربوية والثقافية والجمعية وهؤلاء هم الأغلبية يقينا، والعمل على فتح مسالك تواصل بينهم للعمل على الدفع نحو بلورة مطلب وطني صلب يتجه نحو غاية محددة وهي السعي لإصدار أمرية رئاسية ترسخ مركزية العلوم الإسلامية في المنظومة التربوية..

فما العمل؟ وإلى من نتجه ياترى؟ أولا على المخلصين الذين يستشعرون خطورة الأمر، ويستشرفون آثاره المدمرة للأجيال أن يستحضروا متطلب الإيمان الأكبر وهو اللجوء إلى المولى تبارك وتعالى بالدعاء أن يحقق سُعَاةُ الخير أهدافهم النبيلة وفي مقدمتهم إخواننا أساتذة العلوم الإسلامية المزاولون للمهنة الشريفة، والمتخرجون المنتظرون حقهم في تدريس ما تعلموه لتلاميذ مراحل التعليم الثلاث {ابتدائي ـــ متوسط ــــ ثانوي}، ثم إعادة المادة لمنزلتها الطبيعية شعبة علوم إسلامية، على قدم المساواة مع شعب التعليم الثانوي، تعود لمجدها الذي أكرمنا الله تعالى بالإسهام في صنعه قبل أن تمتد إليها أيدي سماسرة السياسة، ووكلاء الاستعمار القديم والجديد، وكارهي الإسلام الحاقدين عليه حقدا دفينا وهُم في إيهاب أسماء عربية إسلامية.

أما عناصر الهوية الوطنية الجزائرية الكبرى ذات صلة عضوية بالإسلام، ومستقبله في هذه البلاد، فبقدر ما يُقضى أو يُحجّم أو يُقصى أو يُهان أو يُصغّر أو يُحقّر عنصر منها، فهو يصب في وعاء النيل من الإسلام، بما في ذلك تاريخنا الوطني المعاصر ومنه حقبة الاستعمار والحركة الوطنية والثورة التحريرية، فالإسلام عنصر جوهري في هذا كله، واستهداف عناصر الهوية الوطنية يُبتغى منه استهداف الإسلام من بوابة اللغة العربية، والتاريخ الوطني، ودور الإسلام في تحريك النضال السياسي والمسلح ضد الاستعمار.

ثانيا ينبغي تعرف المخلصين والوطنيين على بعضهم بعضا في كل المستويات والهيئات الوطنية الرسمية والسياسية والحزبية والتربوية والثقافية والجمعية وهؤلاء هم الأغلبية يقينا، والعمل على فتح مسالك تواصل بينهم للعمل على الدفع نحو بلورة مطلب وطني صلب يتجه نحو غاية محددة وهي السعي لإصدار أمرية رئاسية ترسخ مركزية العلوم الإسلامية في المنظومة التربوية: تدريسا – حجما ساعيا- تدريسا في مراحل التعليم من الابتدائي إلى الجامعة – الامتحان في موادها في مختلف الشهادات الوطنية من الشهادة الابتدائية حتى الباكلوريا، وفي الجامعة تكون متطلبا إجباريا للحصول على شهادات الليسانس وغيرها من الشهادات الجامعية الأولىعلى غرار ما نراه في كثير من البلاد العربية والإسلامية.

وحسب ما نلاحظ من اهتمام بالعلوم الإسلامية ودراساتها، والتشريعات التي شُرعت لها بمناسبة تهيئة جامع الجزائر لأداء أدواره الحضارية الوطنية، فإنه فيها ما يُقَوّى الأمل في استجابة الرئيس تبون لهذا المسعى الجوهري في حياة الشعب ومستقبل شخصيته الوطنية المنسجمة مع تاريخه وثورته وتطلعاته.

أحسب أن سوابق التدافع حول عناصر الهوية في العقود الأخيرة، كان يفصل فيه بتدخل الهيئة السياسية الأولى في البلاد، مهما اتفقنا او اختلفنا حول تلك الفصول، فإنها جنبتبعض عناصر الهوية بمقدار السحق والمسخ الجذري.

نسأل الله تعالى التيسير والسداد..

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.