عندما تدخل مسجدا في أمريكا لا تشعر بأي اختلاف روحي أو عقدي، بل تشعر أنك في بلد مثل أي بلد مسلم آخر، الاختلاف الوحيد هو ذلك التميز الإثني وتعدد الثقافات والأجواء والأشكال والألوان، حيث تشعر كيف تتعارف الشعوب والقبائل وكيف يتحول الدين إلى رابط تتلاشى أمامه كل الفوارق. الأمريكي الأبيض والأسود واللاتيني والعربي والآسيوي جميعهم تحت قبة واحدة يحميهم دستور الدولة، الذي يضمن حرية المعتقد وحرية ممارسته.
2106 مسجد والألبانيون بنوا أول مسجد
يبلغ عدد المساجد بالولايات الأمريكية أكثر من 2106 مسجد، هذ ا الرقم أحصي سنة 2011 يماس فيه المسلمون عبادتهم من مختلف العرقيات والجنسيات.
الرقم وحسب آخر الإحصاءات ارتفع بشكل لافت مثلما ارتفع عدد المسلمين من مختلف الخلفيات العرقية والثقافية، فحسب إحصاءات مؤسسة زغبي الدولية فالمسلمون العرب يشكلون الثلث بخمس وعشرين بالمائة، ويشكل الآسيويون من الهند وبنغلاداش والباكستان ثلاثون بالمائة فيما يشكل الأمريكيون الأفارقة 25%، والعشرون الآخرون من إيران وإندونيسيا والأمريكيون من أصول بيضاء ولاتينيون وغيرهم.
وأكدت أرقام مركز بيو أن المسلمين الجدد من الأمريكيين من الرجال هم من السود فيما تعتنق الأمريكيات من أصول بيضاء الاسلام.
وفي كل يوم نسمع ونقرأ عن بناء عشرات المساجد في مختلف البلديات في مختلف الولايات الأمريكية، ويتبرع المسلمون لشراء أراض وعقارات وبناء مساجد ومدارس ومراكز ثقافية وملاعب رياضية ومطاعم تقدم خدمات للجالية وتحقق استقلالية مالية لتسيير نشاطاتها الفكرية والخيرية.
وتسهل الإدارات الأمريكية عمليات البناء بشرط احترام قواعد السلامة في الإنجاز والتهيئة والمعايير التقنية الأخرى، وقد لاحظت هذا، باعتباري عضو في لجنة بناء احد المساجد، ويعود بناء أول مسجد بأمريكا إلى المهاجرين الألبان الذين بنوا أول مسجد سنة 1915 بمدينة بدفورد بولاية ماين أين كانوا يعملون في مصانع النسيج آنذاك.
تختلف المصادر حول أول مسلم وطأت قدماه الأراضي الأمريكية، فمنها ما يُرجع أنه مغربي يدعى مصطفى زموري بيع للإسبان في رحلتهم الاستكشافية بقيادة المستكشف بانفيلودي نارفايير، مصادر أخرى تؤكد أن أول مسلم دخل الأراضي الأمريكية هو بن علي محمد المعروف ببلالي محمد سنة 1803
ويعتبر مسجد المركز الإسلامي في أمريكا في ديترويت بولاية ميتشقان أكبر مسجد في الولايات الأمريكية المتحدة وقد تمّ بناؤه سنة 1964 وتم تجديده سنة 2005، حيث يتسع إلى ثلاثة آلاف مصل، هذا المسجد يمثل القوة المذهبية الشيعية في منطقة ديترويت المعروفة بأغلبية سكانية شيعية من لبنان والعراق، والجميل في هذا المسجد أنه مفتوح للسنة ولكل الاختلافات المذهبية الأخرى مما يجسد سماحة الدين واتساعه للجميع وهي ثقافة تنميها ثقافة الحرية السائدة في هذا البلد.
التاريخ الأمريكي.. مسلمون عبيد
والجميل أن التاريخ الأمريكي لاكتشاف وبناء أقوى دولة بدأ أيضا مع عبيد مسلمين حملوا معتقدهم مع عبوديتهم في رحلة من إفريقيا إلى ما وراء المحيط الأطلسي.
وتختلف المصادر حول أول مسلم وطأت قدماه الأراضي الأمريكية، فمنها ما يُرجع أنه مغربي يدعى مصطفى زموري بيع للإسبان في رحلتهم الاستكشافية بقيادة المستكشف بانفيلودي نارفايير، مصادر أخرى تؤكد أن أول مسلم دخل الأراضي الأمريكية هو بن علي محمد المعروف ببلالي محمد سنة 1803 وقد كان إماما للعبيد المسلمين الذين كانوا يعملون في مزرعة بجزيرة في جورجيا.
وليومنا هذا لازالت رسالته التي ألفها سنة 1829 باللغة العربية عن الإسلام وأحكامه لا تزال محفوظة في جامعة جورجيا.
وتشير مصادر أخرى أن عمر بن سعيد هو أول من ادخل الإسلام إلى أمريكا سنة 1807 وقد كان طالِب علم في السنغال بيع كعبد رحل إلى الأراضي الأمريكية آنذاك. عاش عمر عبدا ولكنه ظل يكتب، فترك وراءه كتبا كثيرة عن الدين وسيرته الخاصة.
ورغم الاختلافات في المصادر يبقى أن الإسلام جاء مع مختلف الثقافات التي دخلت الأراضي الأمريكية، عرف أوقاتا صعبة وأوقاتا جميلة، حيث استفاد من مبادئ الدستور الأمريكي ومن مناخ الحرية الدينية والتعدد الثقافي إلى أن أصبح من بين الديانات المشكلة للمجتمع الأمريكي المتعدد والمنتج.
مسلمان في الكونغرس: محو الصورة النمطية
يعتبر انتخاب الأمريكي المسلم كيث أليسون سنة 2006 كأول أمريكي أسود مسلم في مجلس النواب وانتخاب زميله أندريه كارسون سنة 2008، حدثا تاريخيا من شأنه تبييض الصورة القاتمة والنمطية التي تقدمها بعض وسائل الإعلام وتسوقها “داعش” ومثيلاتها
مع ما تقدمه بعض وسائل الإعلام العالمية ومع الصورة القاتمة التي تركتها أحداث سبتمبر وصور القتل المنتشرة في العالم العربي والإسلامي باسم الإسلام، وخاصة الصور البشعة التي تلصقها “داعش” عنوة بالإسلام الحنيف، تعمل جمعيات وفعاليات إسلامية بأمريكا لتقديم الصورة البيضاء عن الدين الحنيف.
للإشارة يقدم الرئيس الأمريكي كل سنة التهنئة للمسلمين الأمريكيين بقدوم بشهر رمضان كما يقيم إفطارا لممثلي الجالية المسلمة في البيت الأبيض الامريكي، وهو ما يعتبره المسلمون هنا التفاتة رسمية تساهم في محو الصورة النمطية.
ويتحول شهر رمضان إلى شهر لمساعدة آلاف الفقراء من مختلف الأديان، كما تجمع موائد الرحمة التي تنظمها الجمعيات الإسلامية في مختلف الولايات أشخاصا من مختلف الأديان والأعراق، يفطرون جنبا إلى جنب على توقيت الإفطار، تتلاشى بينهم الاختلافات وتولد أواصر الرحمة والإنسانية.
ويعتبر انتخاب الأمريكي المسلم كيث أليسون سنة 2006 كأول أمريكي أسود مسلم في مجلس النواب وانتخاب زميله أندريه كارسون سنة 2008، حدثا تاريخيا من شأنه تبييض الصورة القاتمة والنمطية التي تقدمها بعض وسائل الإعلام وتسوقها “داعش” ومثيلاتها.
وتعمل المساجد المنتشرة في كل الولايات الأمريكية على إعطاء صورة روحية وحضارية عن دين يريد أن يكون للسلم والأخوة والتسامح وقبول الآخرين والاستفادة من مناخ الحرية والتقدم، في ظل دستور يحمي حرية المعتقد وحرية ممارسته ويتساوى أمامه الجميع.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 7092
يعطيك الصحة عمتو 👏👍👍💯🥇🥇😍🇩🇿🇩🇿🇩🇿🇩🇿