يبدو أن يوم 15 مارس 2016، تحوّل ليوم كارثي أسود، على الصحافة اللبنانية المكتوبة. البداية مع صحيفة "السفير" العريقة التي أرسلت كتاباً معمماً على موظفيها وصحافييها، تبلغهم فيه أنه "عشية العيد الثالث والأربعين لإطلاق هذه الصحيفة المميزة وذات الدور التاريخي نواجه ظروفاً وتحديات صعبة".
هذه الجملة كانت تمهيداً للمفاجأة في المقطع التالي “في مواجهة هذا الواقع الصعب نطرح الاحتمالات جميعا للنقاش بما فيها التوقف عن الصدور… المرشح بأن يزداد صعوبة، في المرحلة المقبلة، كان من الطبيعي أن يبادر مجلس الإدارة وفي انتظار تبلور القرار تستمر “السفير” بالصدور حاملة شعاراتها ومواصلة التزاماتها…”.
تمهيد صحيفة “السفير” لتحولها لموقع إلكتروني فقط، جاء بالتزامن مع كلام غير مؤكد يتردّد عن نيّة صحيفة “النهار” الأقدم في لبنان، التحوّل إلى صحيفة إلكترونية فقط، في وقت تتأخر المؤسسة للشهر السابع على التوالي عن دفع مستحقات موظفيها. ويتردّد أن هناك توجّهاً لصرف للموظفين في المؤسسة، مع دفع مستحقاتهم وتعويضاتهم.
أما صحيفة “اللواء” فأبلغت موظفيها، بمذكرة مطبوعة عن فتح باب الاستقالات، جاء فيها “عطفاً على إجراءات التقشف الأخيرة، وإفساحا للمجال أمام الزملاء لاتخاذ الخيار المناسب لكل منهم… تقرر فتح باب الاستقالة أمام من لا يستطيع الاستمرار في العمل في هذه الظروف القاسية”.
تأتي كل هذه القرارات في وقت، تعاني أغلب وسائل الإعلام اللبنانية من أزمة اقتصادية خانقة، يدفع ثمنها الموظفون.
فتأخرت رواتب موظفي مؤسسات “تيار المستقبل” الإعلامية (تلفزيون المستقبل/جريدة المستقبل/إذاعة الشرق/ وعدد من المواقع الإلكترونية) لأكثر من 8 أشهر، ولا يزال الوضع على ما هو عليه حتى اليوم، مع انعكاس ذلك على الأوضاع الاقتصادية المأسوية لمئات العائلات اللبنانية التي تعمل في هذه المؤسسات الإعلامية، والتي لا تجد أي مصدر لرزقها.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.