رغم أن مايسمى بالربيع العربي أعطى فرصة ذهبية للأحزاب الإسلامية المعارضة في الجزائر للوصول إلى كرسي الحكم، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل، ويعود فشلها الى عدة أسباب، أهمها هو انعدام الدراية والخبرة عند زعماء هذه الأحزاب، وجهلهم التام في ممارسة السياسة، بالإضافة إلى أن النّظام كان قويا فاستطاع اختراقها ثم اصطيادها جميعا ووضعها في شباكه.
بعد فشل تجربة “الفيس” حاولت بعض الأحزاب الإسلامية الظهور من جديد، وكلما برز منها حزب على الساحة السياسية تم اختراقه، مثلما حدث مع الأحزاب التي أسسها عبد الله جاب الله على مدى أكتر من عشرين سنة، الا أنه لم ينجح في الوصول الى السلطة.
وقد أرجع بعض المحللين ذلك الى ضعفه السياسي، وعدم امتلاكه القدرة على المناورة وهو ما جعله محطم سياسيا، حتى وإن قضى عمره في تأسيس الأحزاب..
أما “حمس” فقد ماتت سياسيا بعد مغادرة قادتها “غول ومناصرة والدان” وتأسيسهم لأحزاب أخرى، وبعد انضمامها الى أحزاب السلطة، وهذا من أحد الأسباب التي أعطت انطباعا للناس بأن حمس تمارس السياسة لنفسها ولمصلحة قادتها، وكانت “حمس” في كل مرة تفقد من شعبيتها..
لم يحقق كلا من مقري أو جاب الله أي أهداف أو مكاسب، رغم الفرصة التي قدمها لهم الربيع العربي !
بعد تولي مقري لإدارة شؤون الحزب حاول الأخير تحسين صورة حزبه أمام الناس، ودخل في مناورات مع النظام، يتحدث بلغة الرجل المعارض الواثق بنفسه، وكان لسانه حادا في كتير من الأحيان، فسطع نجمه في وسائل الاعلام وحاز على إعجاب مناصريه لدرجة أن بعضهم أطلق عليه “أردوغان الجزائر”.
لكن يبدو أن كلام مقري لم يتجاوز حنجرته، ولم يحقق كلا من مقري أو جاب الله أي أهداف أو مكاسب للحزب، رغم الفرصة التي قدمها لهم الربيع العربي !.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 5748
إذن والحال هكذا..لا مناص من فتح نافذة أخرى وهي كسب الشارع السياسي بالمال كما في أمريكا وليس بمحال..من معه المال يكسب النساء والرجال..وهذا من شأنه توصيل أي حزب إلى المعال وهو آخر مآل..بشرط أن يكون مصدر المال من داخل..