المستجد في تركيا حتى بفشله يكون قد بيّن الخطوط التي على الرئيس التركي عدم تجاوزها.
هذه المحاولة نقطة تحول مهمة في سياق إقليمي أخذ ينحو منحى غير الذي حلم به الكثيرون:
1- الإتحاد الأوروبي واحد من أبرز الرابحين، إذ بعيد المحاولة ستضعف كثيرا القدرة التفاوضية لأردوغان وستتقلص هوامش مناوراته وإملاء شروطه التعجيزية إلى حدود دنيا، بفعل تبيّن أن الجبهة الداخلية لتركيا هشّة وقابلة للتكسر بخاصة وأنها لاحت على مستوى أهم مؤسسات الدولة التي هي المؤسسة العسكرية.
2- الحربّ الكونية في سوريا وفكرة الإطاحة بالرئيس السوري باتت غير واردة تماما وأقرب إلى المستحيل، هذه المحاولة ستراجع بنود السياسة الخارجية التركية وستجعلها تنكفئ على نفسها أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي انكماش الدعم التركي للمعارضة المسلحة والجماعات الإرهابية -بصريح العبارة- في سوريا.
3- النظام الأردوغاني سيفقد الكثير من النقاط وسيصبح في خانة المشكوك في بقائه، ومعلوم أن الدول ترتاب وتحتاط في إقامة علاقات مع هكذا نماذج. ومنه ينتظر أن يُعزل دوليا.
4- اشتداد الخناق على بعض دول الخليج التي يتضح يوما بعد يوم أنها من أكبر الخاسرين في لعبة القرن بالشرق الأوسط.
5- دول أخرى ربحت نقاطا من قبيل مصر واليونان.
أما تأثير ذلك على بلدنا، فيبدو أن الجزائر بطريقة ما تنظر بعين الارتياح إلى هذه المحاولة، التي وإن فشلت فإنها حققت نجاحا لعديد الأطراف الدولية.
وقد راجت أخبار مفادها أن محاولة الانقلاب تمثيلية فقط، وفكرة أن محاولة الإنقلاب سيناريو محاك من النظام التركي تبدو غير واقعية وغير منطقية.
لن يغامر أيّ كان وفي وضع إقليمي متأزم على منح المجتمع الدولي بوابة يشكك من خلالها في مؤسسات الدولة التي هيّ كرسي المفاوض في الطاولات المستديرة، ربما المحاولة جاءت فاقدة للتعبئة الضرورية وكذا متسرعة وتفتقد لقائد حقيقي..
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.