منذ بدء احداث الربيع العربي و تساقط الانظمة الاستبدادية الدکتاتورية التي کانت تدعي الثورية و الديمقراطية و العروبة، إزدادت التکهنات و التوقعات بأن نهاية هذا الربيع الذي بدأ في تونس سيکون في إيران، غير أن أحداث ليبيا و من بعدها سوريا قد جعلت هذه التکهنات و التخمينات بمثابة الجزم القاطع.
الانظمة الدکتاتورية التي تساقطت الواحدة تلو الاخرى لو أمعنا النظر فيها لوجدنا أن کلها و من دون إستثناء کانت عبارة عن أنظمة خبيثة و مراوغة و لايهمها شئ سوى مصالح حکامها و الطبقة المتزلفة لها، أما بقية الشعب فقد کانوا في حياة أقل مايقال عنها أنها لم تطاق، والمشکلة أن أي من هذه الانظمة لم يتجشم يوما و يخطو ولو خطوة واحدة بإتجاه الاصلاح او تغيير الاوضاع نحو الافضل بل وعلى العکس من ذلك تماما کانت تميل الى تشديد الخناق أکثر فأکثر على الشعب المحروم و المسلوب أرادته و حريته تحت بريق الشعارات المزيفة الکاذبة، ولو قارنا اوضاع تلك الانظمة مع النظام الايراني القمعي لوجدنا أن هناك تشابه کبير بين الجانبين من حيث المضمون و الاسلوب الميکافيلي الخبيث اللذين يتميزان به، وان ربط نظام الملالي بالنظم الاستبدادية العربية الخبيثة التي لم يبق منها سوى النظام السوري، أمر تبادر الى ذهن الشارعين العربي و الاسلامي مثلما تبادر الى ذهن المراقبين و المحللين السياسيين، ولم تنفع مختلف محاولات و مساعي کبار قادة النظام الايراني و على رأسهم مرشد النظام و أحمدي نجاد من أجل الزعم بأن الربيع العربي من تأثيرات و إنعکاسات نظام ولاية الفقيه الاستبدادي القمعي، وقد توضحت الصورة أکثر بعد التدخلات المشبوهة و الخبيثة جدا للملالي في البحرين و سعيهم لإصطناع و خلق حالة سياسية طائفية من أجل مقايضتها بالنظام السوري، وهذا المخطط القذر و الدنئ جعل الشارعين العربي و الاسلامي على بينة تامة من نوايا و أهداف هذا النظام و مايضمره من شر کبير لکل شعوب و دول المنطقة من دون إستثناء.
نظام الملالي الذي سبق له وان قام بسرقة و مصادرة الثورة الايرانية من الشعب الايراني و قواه الطليعية و جيرها لصالح أهدافه الضيقة و المشبوهة من أجل إقامة إمبراطورية دينية ذات بعد طائفي مشبوه، أراد إعادة نفس السيناريو مع ثورات الربيع العربي خصوصا مع الثورتين التونسية و المصرية لکن الجهود و المساعي الکبيرة و المشکورة للمقاومة الايرانية و خصوصا ماجاء على لسان زعيم المقاومة الايرانية مسعود رجوي و رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية و التي فضحت هذا المخطط الخبيث للنظام و دعت لأخذ الحيطة و الحذر منه و عدم السماح لعملاء و مرتزقة الملالي من الاندساس بين صفوف الثوار و تمرير مخططات ملالي إيران، کان لها أبلغ الاثر في تحديد و لجم هذا المخطط الخبيث و إيقافه عند حده.
المقاومة الايرانية التي أکدت کثيرا على أن نظام ولاية الفقيه يمثل اساس و مصدر الشر و الارهاب و الفوضى و اللاإستقرار في المنطقة، وضعت شعوب و دول المنطقة و العالم على بينة من أن السلم و الاستقرار لن يستتب في المنطقة طالما بقي نظام الملالي الذي هو في حقيقة أمره يشکل آخر عنقود الخبث و الاستبداد في المنطقة و الذي يجب إستئصاله اليوم قبل غدا!
monasalm6@googlemail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.